2013-05-29 | 08:03 مقالات

« افتراس الضواري «

مشاركة الخبر      

 



كرة القدم « معركة « حقيقية تستخدم فيها كل الوسائل المتاحة الجالبة للانتصار والفرح، وتتدخل فيها مؤثرات خارجية داخلية تتناغم بشكل جميل مع إبداعات اللاعبين ودهاء المدربين وتهيئة الإداريين ومؤازرة المشجعين، لذا أخذت خصائص المعارك، لكنها معركة بطابع « ترويحي « تشتد ضراوتها حين يكون المتنافسون في النزال أندادا وغرماء وتكون الحصيلة « منجزاً « كلقاء هذا المساء. 


لقد احترت كثيرا في وضع عنوان « ملائم « يحكي واقع المنافسة ومناسبتها والمتنازعين عليها، ولمعت في ذهني ألقاب الشباب والاتحاد أو الاتحاد والشباب، فالأول يطلق عليه عند أنصاره « الليث الأبيض « والآخر يتغنى عشاقه بتسمية نجومه « النمور «، ومن هذا المنطلق يأتي عنوان « افتراس الضواري « كون النوعان من الضواري وهما يتنافسان على زعامة الفئة الأقوى. 


بالنسبة للأوراق الفنية داخل المستطيل الأخضر تتراوح فيها عناصر القوة وتتباين، فالخبرة الميدانية تصب لصالح الشباب ومعه تنوّع مصادر الخطورة سواء عن طريق ظهيري الجنب بوجود معاذ والأسطا وفي الوسط رمانة الفريق الثلاثي « عطيف ومنيقازو وكوماتشو « وفي الهجوم هناك الثلاثي المرعب ناصر ومهند وتيجالي وخلف كل أولئك مدرب ذكي ومتمرس يعرف لاعبيه وقدراتهم جيّدا، وعنده خبرة عامين في المنافسات المحلية، وهو يملك قدرة كبيرة على تحريك عناصره حسب طبيعة المنافسين، فتارة يشرك مهاجمين صريحين ومحوراً وحيداً وأمامه مرتكز ثلاثي خطير. 


في المقابل يأتي « الحصان الأسود « لهذه المسابقة الاتحاد بعنصر المفاجأة، حيث الأسماء الموهوبة الشابة بعد القرار التاريخي الذي اتخذته إدارة الفايز بتسريح سبعة من نجوم الفريق أصحاب التاريخ الطويل من المنجزات وإحلال لاعبين صغار في السن، فكانت المفاجأة بإقصاء وصيف الدوري بطريقة « الضربة الخاطفة « ثم أعقبه بالبطل بمعدل أهداف مرتفع حيث أتخم شباكه ب « نصف درزن «. وتبرز منهجية « بينات « بإغلاق مناطقه الخلفية برباعي دفاعي ثابت وأمامهم ثلاثي ارتكاز يتبدل مثلثه على حسب مجريات المباراة، فتارة يكون رأس المثلث للخلف وتارة للأمام، وأمام هذا الثلاثي ثلاثي آخر هم مصدر خطورته ومنطلق ألعابه، يبرز فيه النجم الصاعد فهد المولد كمفتاح لعب على الأطراف تارة وفي العمق تارة أخرى، وفي الصندوق يتناوب على التواجد مختار والغامدي وهزازي وثالث الثلاثة متناوب عليه أيضا، وهذا التناوب تختلف مهامه باختلاف الأسماء وهنا مصدر المفاجأة الأبرز في تحركات الاتحاد. 


ومن خلال مخرجات المباريات السابقة هي مباراة بين الفريق الأقوى هجوما « الاتحاد « بعشرة أهداف في أربع مباريات وبين الفريق الأقوى دفاعا « الشباب « فلم يلج مرماه سوى هدفين بنفس العدد. 


ومن وجهة نظر شخصية ستكون المباراة بين سيطرة ميدانية شبابية وبين ارتدادات اتحادية خاطفة وخطيرة والفريق الذي يستثمر فرصه هو من سيحقق اللقب. 


      الهاء الرابعة 


الله يعلم أني ما أفارقه


إلا وفي الصدر مني حر مشتاق


كنا أليفين خان الدهر ألفتنا


وأي حر على صرف الردى باقي


فإن أعش فلعل الدهر يجمعنا


وإن أمت فسيسقيه كذا الساقي