واقع الأهلي
لكي تتضح لكم صورة واقع الأهلي المرير والمرير جدا اعلموا جيّدا أن تكلفة إحضار لاعب الفريق "برونو سيزار" تفوق ميزانية الفتح ـ بطل الدوري ـ لأكثر من موسمين ومع ذلك كانت المحصلة النهائية محبطة جدا على اعتبار أن الفريق يضم رباعي أجنبي باهظ التكاليف ومميز فنياً وخطه الخلفي يمثل جلّ خط الدفاع في منتخبنا الوطني وأمامهم محور دولي وآخر عالمي الموهبة ولديه أسماء كبيرة في خط المنتصف والهجوم ويكفي أنه استقطب أسماء بارزة في الخط الأمامي كانت تقدم الإضافة الكبيرة لكنها اختفت حتى في وقت الحاجة ليخرج من الموسم خالي الوفاض بلا منجز حقيقي ومن يعتبر تأهله لدور الثمانية في البطولة الآسيوية منجزا فإنه " يقزم" الراقي عامدا متعمدا ورغم أنه صاحب الميزانية الأضخم ربما في تاريخ الأندية السعودية ـ اللهم لا حسد ـ إلا أن مكتسباته التي خرج بها لا توازي الاهتمام الشرفي والإداري والجماهيري بل وإن التغنّي الذي حصلت عليه الفرقة الخضراء يشعر المتابع عن بعد أن أحرز بطولتين وأكملها بالتأهل والمصيبة الكبرى أن خرج من بطولة الدوري التي غاب عنها لعقود بالمركز الخامس ولم تصل نسبة المباريات التي فاز بها للخمسين في المئة ـ جاءت نسبة الفوز 46% فقد فاز في 12 مباراة وتعادل في 8 مباريات وخسر 6 وولج مرماه 33 هدفا بمعدل هدف ونصف في كل مباراة والغريب أنه خسر بعضا من المباريات أمام فرق تقل عنه بكثير من حيث القدرات والإمكانيات.
وفي مسابقة كأس ولي العهد خرج الفريق مبكرا على يد الفريق النصراوي ثم خرج أيضا في مسابقة كأس الأبطال على يد الشباب في الدور نصف النهائي بعد أن فاز ذهابا بهدف رغم أفضلية الشباب الكبيرة وفي مباراة الرد قدم واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم وإن برر أحد بافتقاد الفريق لمهاجميه الأساسيين فإنه تبرير واه فمن نجح في تسجيل هدفي الفوز لفريق الليث الأبيض هو المهاجم الثالث في حين أن مدرب الأهلي "أليكس" الذي أصنفه شخصيا بأنه أقل من الفريق بمراحل كبيرة احتفظ بالمهاجمين بجواره على قائمة الاحتياط وبات يتفرّج مع لاعبيه على الفن الشبابي المبهر ولو سجلت بعضا من الفرص الشبابية المهدرة لكانت النتيجة كبيرة ولا تليق بقلعة الكؤوس
ماطرح أعلاه هو سرد لما أفسرت عنه المسيرة الخضراء هذا الموسم محليا وما هذه المحصلة الضعيفة جدا إلا نتيجة طبيعية لمن يرغب في تحقيق البطولة الآسيوية من فرق غرب القارة فالإعداد الصيفي يبنى على الوصول لتمام الجاهزية في مطلع الموسم وبغض النظر عن تحقيق البطولة من عدمها فإن الفرق التي تبلغ مراحل متقدمة لابد أن تتعرض لهبوط حاد خصوصا على صعيد اللياقة البدنية وتبقى التأثيرات السلبية الأخرى النفسية والذهنية ومن الصعوبة لأي فريق أن ينهض منها إلا بخسائر والأهلي حاليا هو المثال الواضح.
الهاء الرابعة
الحب بين القلوب البيض متناقل
ويخلص له العاشق المشتاق ويبايع
أشد من شرهة العاقل على العاقل
وأحلى من الفوز في الوقت البدل ضايع