ماذا حدث للهلال؟
عندما يتعلق الحديث بإخفاق هلالي لا بد من الإشارة إلى الأفراح العارمة التي تعتري المنافسين فيجدونها فرصة سانحة للشماتة به والنيل من شموخه العظيم ولعمري أنني أستغرب حدّ الدهشة من بعض الهلاليين الذين تغضبهم هذه الشماتة فينجرفون كردة فعل عنيفة للرد والمفروض أن هذا الأمر مفرح جدا فاليوم الذي يخسر فيه الهلال دون أن تقام ولائم الردح والشماتة يعني أن الهلال أصبح لا يوجعهم وأنه تشابه معهم حيث الإحباط الدائم وضعف الهمة والانكسار يتلوه انكسار لدرجة أنهم يسمون أكثر فريق حقق بطولات داخلية وخارجية "محلي" ومن يتشمت به إما أنه لم يحقق البطولة الآسيوية طوال تاريخه أو غائب عن لقب الدوري منذ عقود أو غائب عن مجمل البطولات ويعيش سنوات ضياع في فقر مدقع فلم الاستغراب إذاً إذاً ؟" بردوا على قلوبهم المحترقة " بقليل من العبارات الجوفاء وكأنهم في صف أول ابتدائي بنات " سيارة أبوي أحسن من سيارتكم وسواقنا أطول من سواقكم".
نعود للوضع الهلالي الراهن بعد الخروج من بطولتين في فترة زمنية قصيرة وبطريقة متشابهة وهذا ناتج عن الضعف العام منذ أكثر من عقد من الزمان في التعامل مع مباريات الذهاب والإياب القائمة على خروج أحد المتبارين وخلال هذه الفترة الطويلة لم يستطع الهلال الفوز في مباراتين منهما ذهابا وإيابا ولم ينجح سوى في مناسبتين محليتين وواحدة خارجية وللدلالة لاحظوا ماحدث في الأربع مباريات الهلالية الأخيرة والبداية في مباراة الشرائع وقد بدأت بأفضلية هلالية استمرت على العشر الدقائق الأخيرة ليخسر بالثلاثة وكان يكفيه التعادل لكنه استمر في الهجوم وفتح ملعبه وفي مباراة الرد استمرت الأفضلية الميدانية وتحقق هدف التأهل حتى العشر الدقائق الأخيرة ليخسر التأهل بخطأ فردي ثم جاءت مباراة " لخويا " في الرياض وكانت السيطرة والأفضلية زرقاء لكنه خسر في الدقائق العشر بخطأ فردي من نفس اللاعب السابق في التركيز والتمركز وفي مباراة الرد يأتي خطأ فردي ينتج عنه هدف مبكر للمنافس ينتهي به الشوط الأول وفي منتصف الثاني تقريبا يأتي الهدف الثاني بسوء تغطية من لاعبي الدفاع ومن كسر أحدهم للتسلل ومع ذلك ومع بقي قرابة الثلاث والعشرين دقيقة ينتفض الفريق من حالة الإحباط التي كانت تعتريه دائما في مثل هذه الحالات ويسجل الأول والثاني ويسيطر بشكل تام ويهدر أكثر من فرصة سانحة ذهبت نتيجة التسرع وقلة المهارة والحيلة بعضها بالقرب من خط المرمى الخالي من حارسه الأمين.
هذه الأخطاء في التعامل الفني سبقت بأخطاء إدارية واضحة وتراكمية فهي ليست وليدة فترة زمنية محددة بل من عامين تقريبا فلا الأجهزة الفنية ولا من يقفون على رأسها يناسبون المنهجية الهلالية ونوعية اللاعبين المهارية والجسدية وحتى النفسية ولا المحترفين الأجانب استطاعوا خدمة الفريق والرفع من شأنه خصوصا في مباريات الحسم أو ذات التقلبات التي تحتاج عينة " لاعب يشيل فريق " ولا الاختيارات المحلية كانت موفقة وذات شأن كبير ولم يحدث تغيير في هذه الخاصية سوى في أواخر هذا الموسم بعد التعاقد مع الثنائي ياسر الشهراني وعبدالله عطيف.
ويبقى أمام الإدارة الهلالية خياران، إما التصحيح الشامل والفوري على صعيد الجهاز الفني والمحترفين الأجانب والتعاقد مع لاعبين محليين مؤثرين أو الرحيل وترك الفرصة لغيرهم.
الهاء الرابعة
تخيّل تمر أحيان والمسلمين قنوت
هواجيس وأهل السوق كل بحانوته
أكابر ونبض القلب فيه الغلا مكبوت
أعاني ويفضح من كتم علته صوته