رسالة لشبيه الريح
هذه الرسالة ليست معنية بالنتائج الحالية للفريق الهلالي، رغم أنه هذا الموسم لم يكن الهلال الذي كتبه التاريخ وسطّره بمداد من منجز، فقد تلقى عشر خسائر في موسم واحد في ثلاث بطولات فقط، وهذا لعمري رقم كبير وكبير جدا، ففي الماضي القريب قبل البعيد كانت خسائر الزعيم " تؤرخ " عند المنافسين الشامتين لندرتها، كما تؤرخ الأحداث الكونية في كل أصقاع المعمورة، فلكل شعب من شعوب الأرض أحداثهم الخاصة، ولدينا في جزيرة العرب أحداثنا، فلدينا على سبيل المثال " عام السبلة " في الأحداث العامة، وفي الشؤون الرياضية لدينا خسائر الهلال تحفظ لندرتها، وسقوطه في أي منها مدوٍ كسقوط برج عال يعرفه القاصي قبل الداني، في حين أن سقوط " المنازل الشعبية " الآيلة للسقوط أصلا لا يعرف به إلا من أزعجهم الغبار المتناثر جرّاء السقوط، لذا سأبدأ رسالتي بتذكير رئيس الهلال بالفكر الاحترافي
الذي بدأ تطبيقه في العام الثاني من توليه إدارة القيادة في أكبر أندية قارات العالم والمتعلقة بالشؤون الفنية، بعد أن نتجاوز ما حدث في الموسم الأول حين ألغي عقد المدرب الداهية كوزمين بقرار خارجي وما تبعه من إخفاق خارج عن الإرادة، حينها بدأ العمل مبكرا من خلال التعاقد مع مدرب متمكن منذ وقت مبكر ليتسنى له متابعة المجموعة، وقد كانت ترسل له التقارير اليومية من مساعده الذي تواجد ردحا من الزمن في المعسكر الأزرق، وبعد نهاية الموسم أصبح أمام المدرب صورة كاملة فتم تجهيز المعسكر الأوروبي، وتم الانتهاء من ملف الرباعي الأجنبي الذين تواجدوا في المعسكر مع بقية الرفاق وخاضوا مباريات مدروسة وتدريجية حتى وصلت لفرق أوروبية عريقة وقوية، وحين عادت الفرقة بإعداد أشاد به الكل، ظهر الفريق مرعبا من بداية الموسم جمع بين الميزتين الفوز الصريح والمستوى الرائع، وكانت المحصلة بطولة الدوري وكأس ولي العهد والوصول لنصف النهائي من دوري الأبطال الآسيوي.. لكن ماذا حدث بعدها؟
لقد تخلت إدارتكم عن أهم عناصر التفوق " الاستقرار الفني " وكنت أظن بناء على ما أعرفه عن " شبيه الريح " من فكر كبير ونظرة ثاقبة أنه سيسعى جاهدا لإثبات هذا العنصر رغم الضغوطات التي سيجدها أمامه، لكن " كنت أظن وكنت أظن وخاب ظنّي "، فبعد مسلسل جيرتس بين الرحيل والبقاء تمت الاستعانة ب " كالديرون " ولم يكمل الموسم، وفي بداية الموسم الذي يليه أحضر " توماس دول " ولم يستمر أيضا فتمت الاستعانة ب " إيفان هاشيك "، وحين بدأت الاستعدادات المتأخرة جدا على كافة الأصعدة تم التعاقد مع " انتوني كومبواريه " ولم يستمر أيضا ليتم تعويضه ب " زلاتكو "
هذه التقلبات وهذه الأسماء لاتليق بفكر إداري حضر منذ البداية لتصحيح كثير من المفاهيم، لكنه للأسف الشديد استكان في منتصف الطريق وخضع للضغوطات ليبدأ مسلسل الاستعانة ب " المسكنات "، بدليل أن الفريق الآن يضم خمسة لاعبين أجانب وسادسهم معار، وستعاني الإدارة من مسألة تسويقهم والاستعانة برباعي جديد.
يارئيس الهلال ليس الخطأ في الوقوع في الأخطاء وإنما في تكرارها.. ولنا بإذن الله وقفات أخرى في الآتي من الهاءات.
الهاء الرابعة
مامت من فرقآك لكن تألمت وشيبت بي ياصاحبي قبل اشيّب اضحك واسولف وان لحقني السهر نمت لكن قسم بالله ماني بطيّب