الصامت القوي
كنت أتوقع فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم بكرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لسببين خاصين بي، وهما من استنتاجي الخاص، ولم أبن توقعي على معرفة تفاصيل دقيقة خصوصاً فيما يخص التكتلات التي تصاحب عادة أي انتخابات في أي مكان وعلى أي مستوى خصوصاً وأن الآراء قد تتبدّل وتتغيّر قبل ثوانٍ قليلة من وضع ورقة الترشيح في صندوق الاقتراع.. والسببان اللذان بنيت عليهما توقعي الأول منهما يتمثل في قوة المنافسة التي أظهرها الشيخ سلمان في حربه الضروس مع ابن همّام في الانتخابات السابقة رغم أن الأخير كان يمثل "الرجل الأقوى" على مستوى القارة في تلك الفترة ولم يتفوّق إلا بفارق صوتين فقط مع ورقتين بيضاوين.. وثاني الأسباب يكمن في منهجية "الصمت" التي اتبعها الرجل في كل مراحل الحملة الانتخابية في وقت كان منافسوه يخرجون بشكل شبه يومي خصوصاً المرشح الإماراتي يوسف السركال والتوافقي الدكتور حافظ المدلج، وظهر فيما بعد أن هذا الصمت دليل على أنه تفرّغ للعمل الجاد لكسب ثقة المقترعين ولعل (اجتماع الأردن) كان بمثابة الضربة القاصمة والحدّ الفاصل فقد أعطى لغالبية المقترعين خصوصاً من شرق القارة أنه يعمل بإخلاص لجمع شمل القارة فكان غيابه عن الاجتماع خير دليل يقدمه للجميع بل بمثابة "الفخ" الذي وقع فيه بقية المنافسين، والغريب أنهم لم ينتبهوا لذلك فاستمروا في مسلسلهم القائم على الترنح يمنة ويسرة، بل وإن بعضهم مارس لغة التشكيك والطعن في الذمم حتى وصلت لنزاهة الانتخابات من الأساس وفي ذلك إعلان للخسارة مبكراً وبصورة غير مباشرة وتكشف حالة اليأس التي أصابتهم فلم يعد يعلمون ماذا يفعلون وكيف يتحركون؟ الأمر المحيّر فعلاً هو موقف الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقد جعلني أقف مذهولاً هل ما تمّ فعل مدروس ومخطط له أم أنه جاء وفق قاعدة "خبط عشواء"؟.. ففي البداية أخرج مرشحاً، ووضعوا قاعدة "توافقي" لهذا الترشيح، وحين فشلت حالة التوافق التي يسعون لها انحاز المرشح لطرف من أطراف النزاع وهو يوسف السركال، بل إنه أصبح مرافقاً له في حملته الانتخابية، ولكن جاء يوم الإعلان ليكشف بأن صوت الاتحاد السعودي ذهب للشيخ سلمان بن إبراهيم حتى إن بعض المحللين استنتج بأن إرسال الشيخ سلمان برسالة نصية عبر الجوال للرئيس العام لرعاية الشباب كأول فعل قام به بعد فوزه يعطي تأكيداً بالدعم الكبير الذي حصل عليه. لكن الأكيد أن الفوز الكاسح وبالفارق الهائل من الأصوات أعطى انطباعاً بأن آسيا كسبت رجلاً قوياً آخر، وأن الأصوات القليلة التي تحصل عليها نائب الرئيس السابق ما هي إلا دليل على أن القارة ترغب في خلع جلبابها السابق وتلبس رداءها الجديد القشيب. الهاء الرابعة تبداً من الشرق دايم يا طريق الحرير ودايم عروس الكلام تزف من بيتها تقول عيني وانا مانيب طرف حسير وان قلت ما واجهت بآقلامي اعميتها