"خلاخل والبلا في الداخل"
أستغرب حدّ الدهشة قدرة أصحاب البيت الأصفر على قلب الأمور وتسييرها لصالحهم والظهور بمظهر "المظلوم" والمأكولة حقوقه بفعل ظالم خفي ظل يطارده ويتربص به المنون لسنوات طويلة، ورغم الثورة الهائلة في التقنية ووسائل الإعلام الحديثة ومعها وسائل التواصل الاجتماعي الفوري، إلا أن كثيرا من العقول استمرت كما هي، فالتبريرات التي كانت مستساغة قبل عقود من الآن رغم سذاجتها وعدم مصداقيتها مازالت مستساغة عندهم بدءا من التحكيم والتي بدأت بقضية "الجمل" قبل خمسين عاما ـ اليوم يصادف اليوبيل الفضي لهذه الحادثة ـ مرورا بقضايا اللجان وما يناسب هذا النسق الثقافي مع الاعتماد الكبير على "فكر المؤامرة" ومن سمات هذا النسق القدرة العجيبة على التملص وصرف الأنظار والضحك على الذقون والعقول الراغبة بشهوة عظيمة للضحك عليها، ولكم في قضيّة علي يزيد العظة والعبرة فتوقيعه الأول حسب ما جاء على لسانه شخصيا تمّ وهو في معسكر المنتخب وبطريقة الخدعة ومع ذلك بقيت حقوقه المالية "مليونين ونصف" منذ ذلك التاريخ مأكولة مذمومة، وحتى لو لم يكن لديه شهادات إثبات، تقتضي الحكمة تقدير تاريخ اللاعب مع النصر وصرف المبالغ له وإطلاقه من سجنه، فهو حاليا يقبع خلف القضبان وقد سمعته يتواصل مع إذاعة محلية من داخل دورات المياه بعد أن ضاقت عليه السبل ولم يستطع سداد إيجار المنزل الذي يقطنه هو وأطفاله لمدة خمس سنوات وليست خمسة أعوام، وفي نفس الوقت تحديدا يحدث شجار بين اللاعب عبد الله العنزي وبين المشرف على الفريق الأولمبي بالنصر فايز المعجل، والأنباء تتضارب حول تداعيات المشكلة لكنها مشكلة سطحية لاتستدعي كل هذا التشنج الذي يصل للخصم من الراتب نصفه لمدة ثلاثة أشهر مع اشتراط الاعتذار وعدم دخول النادي حتى يتحقق الشرط (مصادري من داخل البيت النصراوي تشير إلى أن أحد أطراف القضية سيظهر هذا المساء في برنامج تلفزيوني وربما.. أقول ربما يصب الزيت على النار المتوقدة)، كل هذا والفريق ينتصر على هجر بأخطاء تحكيم واضحة وفي طريقه للفوز على نجران بأخطاء لجان، وكان قبلها قد سجّل اليوناني وسلم مدربه من العقوبة ومحترفه المصري منها أيضا وعاش الفريق المظلوم في بحبوحة من العيش يرفل بها ويدعّي العوز وهو عوز البطولات التي لاتحضر من المكاتب بل من الملاعب. الهاء الرابعة قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً قد كاد يقتلني بك التمثال مازلت في فن المحبة طفلةً بيني وبينك أبحر وجبال لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال