2013-02-16 | 07:23 مقالات

أعطى ما لا يملك

مشاركة الخبر      

أستغرب جملة الوعود التي يطلقها بين الفينة والأخرى وقبل وبعد كل مباراة مدرب الهلال الكرواتي زلاتكو بأنه سيعيد الهلال بنفس القوة والهيبة التي كان عليها سابقاً، ومع يقيني بأنه مدرب متميّز من خلال ما قدمه سابقاً مع فريقه الفيصلي أو من خلال تجاربه السابقة قبل أن يأتي عندنا، ثم إنني أعلم أنه مدرب طموح ومجتهد من خلال الأخبار التي اطلعت عليها من داخل النادي فهو "متحمس" جدا ويعمل بجدّ واجتهاد ويشرف على كل صغيرة وكبيرة في التدريبات اليومية، بل إنه في سباق مع الزمن للتعامل مع الإرث الثقيل الذي وجده فالفريق عناصريا يعاني من أمور كثيرة لعل من أهمها ابتعاد كثير من اللاعبين عن مستوياتهم إما بسبب الإصابات المتلاحقة أو للابتعاد عن ممارسة الكرة فاختفت الحساسية عليها أو لأسباب ذاتية فبعض اللاعبين تظهر من أشكال أجسادهم بروز الشحم واللحم مما يعطي انطباعاً أنهم مهملون لأنفسهم بدرجة كبيرة وتوقف طموحهم عند هذا الحد وخير وسيلة للتعامل معهم التنبيه عليهم بالعودة لسابق عهدهم أو مغادرة الفريق وعلى رأس أولئك نواف العابد. ومصدر استغرابي من وعود "زلاتكو" لا علاقة له بقدراته الشخصية أو رغبته الجامحة بل لأنه أشبه بمن باع شيئا لا يملكه، فالنجاح لأي فريق مرتبط بعنصرين أحدهما داخلي والآخر خارجي والأول معني بتناغم كل أطراف المنظومة من جهاز فنّي وإداري ولاعبين، والخارجي مرتبط بالظروف الخارجية كقرارات الاتحاد المشرف وضغوطات الجماهير والإعلام وإن كان العامل الخارجي تأثيره محدودا لكنه موجود فوجب ذكره ولأن " زلاتكو " يمثل مع جهازه المساعد ثلث عمل المنظومة فهو في غالب الأحوال لا يستطيع عمل شيء إن لم تكن الظروف متاحة والأجواء مريحة ومحفزة ومساعدة للنجاح، ويبقى الثلثان على الإدارة واللاعبين وإن كان اللاعبون يمثلون العصب الأهم، فهم المنفذون في الميدان وهم أصحاب المهمة الأكبر في النجاح أو الفشل. وبنظرة سريعة على الواقع الهلالي هذا الموسم خصوصا في جانبهم نجد أنه لا يوجد سوى لاعبين فقط محافظين على مستواهما وهما سلمان الفرج وياسر الشهراني، مع التأكيد على أن الكوري يمتلك روحاً جامحة ورغبة في العطاء في حين أن البقية الباقية سواء محليين أو أجانب تتأرجح مستوياتهم بين التألق تارة والإخفاق تارات ولم يظهر لاعب هلالي يحاول أن يشكل فارقاً فنياً ويساعد الفريق وحين يتخلّى الهلاليون عن قناعات الساحة الرياضية وينبهون نجوم الفريق بأنهم أصحاب اليد الطولى وعليهم مسؤولية انتشال الفريق من وضعه الحالي وإلا سيعانون الأمرين، فحين يؤمن اللاعب بأنه غير ملام فالانتقادات تتوجه نحو الآخرين وهم ينعمون بالإشادات والأموال حتى أصبحت روحهم وقتاليتهم خارج التغطية حتى حين. الهاء الرابعة سبحان مجري الفلك وأجرام الفلك والناس به يا مؤمنه يا مشركه مالك ملوك أرضه ملك ملك ملك واملاكها وعروشها ما تملكه