إلى جنان الخلد
"انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم الثلاثاء 12ـ2ـ1434هـ صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية عن عمر يناهز (53) عاماً وسيصلى عليه ـ إن شاء الله ـ بعد صلاة عصر يوم غد الأربعاء 13ـ2ـ1434هـ بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض.. تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته، (إنا لله وإنا إليه راجعون). عندما وقعت عيني على هذا الخبر قبل أن يكون رسمياً بعد أن وصلني من صديق أثق في أخباره صباح أمس قلت في نفسي ربما أنه غير صحيح وانشغلت بقضاء شئوني الخاصة وحاولت أن أتشاغل من هنا وهناك وحين تأكدت بعد أن صدر من الديوان الملكي حاولت أن أمنع عيني لكنها أبت إلا أن تتحدث عنّي وقد جادت وأجادت لله درّها ولم لا تتحدث وهي تبكي الكريم العفيف صاحب الأخلاق الدمثة والسلوك القويم، فهو وبشهادة كل من تعامل معه خصوصاً الزملاء الإعلاميين فهو (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) يعتبر نفسه واحدا منّا، له ما لنا وعليه ما علينا، بل إنه الصديق الأول لنا والعون بعد الله في تفهّم مشاكلنا ومحاولة حلّ المستصعب منها قبل اليسير، ودائما يكون له حضور مؤثر حين تقع الملمات علينا، وأذكر أنه قبل أشهر قليلة وقف معي شخصياً بعد وفاة مجموعة من الأقارب فاتصل وقدم واجب العزاء ورغب بالحضور لولا أن العزاء كان خارج الرياض ثم أرسل خطاب تعزية لصحيفة "الرياضية"، بل إنه ومن كريم خلقه كان عند الاختلاف مع أي إعلامي يؤمن بالرأي والرأي الآخر فحين تمّ إيقافي من القناة الرياضية اتصل بي قبل القرار وناقشني في الموضوع وحين سمع مني وسمعت منه وشاهد إصراري على وجهة نظري قال لي بالنص " يا فهد لك حرية رأيك واسمح لنا فنحن في قناة حكومية ولدينا ضوابط رسمية لا يمكن تجاوزها وأنت تجاوزت خطوطنا"، إنه يا سادة يعتذر بلطف (رحمه الله رحمة واسعة)، لقد أحدث فراقه في قلبي ثلمة كبيرة، وأظن الزملاء يشاطرونني الرأي، لقد كان تركي بن سلطان في صف الحق لا يفرق بين كبير ولا صغير ولا غني وفقير ولا صاحب جاه وأحد من سائر الناس، ومن هذا المقام أرفع أحر التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين والأسرة الحاكمة الكريمة والوسط الإعلامي والرياضي قاطبة، داعياً الله أن يربط على قلوبنا جميعاً. الهاء الرابعة قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).