وداعية ... يا قاهر العذال
«وداعية يا آخر ليلة تجمعنا ...... وداعية .... قاهر العذال يودعنا
ليلة يا عساها تعود ..... عسى الله يصبر الموعود «
هذه الكلمات الشهيرة من كلمات فائق عبد الجليل والتي صدح بها الفنان عبد الكريم عبد القادر ليست كلمات عادية في قاموس أغنية غابرة وعابرة بل هي مشاعر حقيقية تختلج في الصدور وتعتمل في الأفئدة كما يعتمل لهيب نار في ليلة قارسة البرودة في صحراء نجد القاحلة وحول النار مجموعة من « النشامى « يحتسون القهوة العربية ويتسامرون في ليالي العشق الطاهر وبينهم شعراء يسكبون الدمع من محاجر « الصوان « حتى ولو لم يكن له دمع ولا محاجر وما زال متمسكا بحالته « الجماد « التي أوجده رب الأرباب عليها وقد نالت هذه « الأحاسيس « من القلوب الزرقاء المفعمة بالدفء والحب الكبيرين نحو نجم لم تلده ولادة ولا أعني بـ « ولادة بنت المستكفي « وقلما أنجبت النساء مثله في المعشبات الخضراء حين يصول ويجول طولا وعرضا وأماما وخلفا فيقطع الكرات ويذود عن المرمى ويتقدم للأمام يصنع ويسجل ويدعم ويطلق الصواريخ العابرة للمسافات والممزقة للشباك والمرعبة للخصوم والمتحكمة في مصائر أقوام حتى جعلهم ينامون مبكرا كارهين ورافضين للزاد والماء وغائبين عن أعمالهم في صباحات اليوم التالي بل ويجعل من تلك الصباحات أفراحا وبهجة للمحبين مما جعل الذين على النقيض يسعون لـ» تطفيشه « بكل الوسائل غير مهتمين بنظافتها ونزاهتها ودخولها لمناطق محظورة وخطيرة فعندهم الغاية تبرر الوسائل حتى وإن كانت بمكانة « وضيعة « مع مرتبة الشرف.
في مساء « نصف الدرزن « في الشباك الحمراء كانت ليلة عن ألف ليلة وليلة من ليالي « شهرزاد وشهريار « حين ودعت الجماهير الهلالية نجمها المحبوب – المقاتل الروماني ميريل رادوي – بطريقة راقية على غرار ما يحدث في الفرق العالمية وبأسلوب عكس للعالم الخارجي جانبا مهما من رقينا وحسن تعاملنا مع الآخرين وأعطت انطباعا حسنا لعله يغير ولو جزءا يسيرا من الصورة القاتمة الباهتة التي حاول أولئك لصقها بنا ولصقنا بها فالقادمون إليهم يعودون إما مطرودين أو مجحودين أو مشتكين أو يذرفون دموع الحسرة والندم على قدومهم وعلى العكس من كل ذلك ليلة وداع « قاهر العذال « ويحق للهلاليين أن يفتخروا بقصة تواجده معهم خلال ثلاث سنوات مضت بل ويمكنهم أن يحكوا القصة بشرف لأحفادهم بعد عشرات السنين فهو قد حضر وأعطى بكل تفان وإخلاص وحقق الكثير من المنجزات وأضاف الشيء المفيد ثم رحل بشرف بعد أن امتلأت الخزائن الزرقاء بما لذ وطاب من العملات الصعبة وبمبلغ يصنف أن مشاركته مجانية وفوقها ربح مادي ولو أنني لم أطلق عليه لقب « قاهر العذال « لبادرت على الفور بتسميته « أبو الخير « وكفى والعشاق الزرق يدركون حقيقة هذا الاسم جيدا ولن أزيد ففي الهاء الرابعة ما يفيد
الهاء الرابعة
ثلاث يعز الصبر عند حلولها
ويذهب عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد تحبها
وفرقة خلانٍ وفقد حبيب