حين ينكسر البياض
الإنسان خليط بين الخير والشر، ولايوجد على ظهر البسيطة شخص « صافي الطيب « أو « صافي الشر «، وما بين الفارقين تأتي الناس، فمن غلب طابع الخير عليه فهو « خيّر « ومن غلب عليه طابع الشر فهو « شرير « بل إن أطيب شخص لابد أن تكون به خصلة شر وأشر الناس لابد أن تكون فيه « بذرة خير «
في الساحة الرياضية لانخرج عن هذا الإطار حتى لو كنا نرغب أو نريد أو ندعي تصنيفا ونرفض الآخر، ولدينا من الظواهر والسلوكيات غير الحميدة شيء حتى وإن كانت تحت بند
« النزر اليسير «، ولكي نحاول الوصول لدرجة مقبولة في كيفية التعايش وسط أجواء صحية نستنشق فيها الهواء النقي دون أن تزكم أنوفنا روائح نتنة لابد أن نقضي على الظواهر الجسام خصوصا التي تظهرعلى السطح ولايمكن أن ينفع معها « طي الكتمان «، ومن هذا المنطلق يجب أن يتم التعامل بحزم وصرامة مع الحادثة الأخيرة التي جرت قبل وأثناء وبعد لقاء نجران بالوحدة، فعناصر القضية قد اكتملت، فهناك شكوى رسمية، وهناك أدلة عينية مؤكدة بشهود ربما تكون « لهم أو عليهم «، وبات لزاما فتح ملف تحقيق تستدعى فيه جميع الأطراف، ويمكن الاستعانة بجهات رسمية للمساعدة في التحقيقات، ولأن الأمر برمته خرج للنور فمن الأفضل أن يستفاد منه في هيئة مكافحة الفساد المقرة حديثا بأمر ملكي، ليكون التفعيل أقوى وأجدى وأكثر تأثيرا، وحين تنتهي التحقيقات تعلن العقوبات القاسية التي أتمنى أن تصل لحد الهبوط للدرجة الأولى والشطب والغرامات المالية من فئة ستة أصفار، على غرار ما حدث في الدوري الإيطالي عام « 2006 « حين هبط فريق وخصمت من نقاطه، وكذلك خصمت من آخر لم ينزل لدرجة أقل، وتوّج فريق لم يكن قريبا من التتويج، ولم تتدخل أفراح الفوز بكأس العالم لوأد هذا الحكم الصارم حينها وقف العالم بأسره احتراما للحكم ومن نطق به وأذعن المحكوم عليهم وأرجف من في نفسه غلبة شر.
أيها الأحبة، كنت أتمنى ألا تظهر هذه الحادثة في وسطنا، فحين ينكسر البياض في دواخلنا يحتاج وقتاً ليجبر كسره، ولكن المصيبة الأعظم ألا تتدخل الأيدي الحكيمة لرأب الصدع وقتها سيزداد السواد حلكة حتى يصبح اللون الوحيد الطاغي وستبقى الساحة « خربة « لا يسكنها الأخيار.
الهاء الرابعة
الليل تحت الشجر عاري
والفجر غطى السما بثياب
والريح في كفوفها الذاري
تدفن ارسوم الوعد بتراب
مريت ما للوله طاري
وقفت ما للندم اسباب
مدري تعودت مشواري
أو خانني ظني الكذاب