صياح وتهريج!
لو أجري استفتاء للجماهير السعودية تحديدا على أي من القنوات الرياضية تابعت لقاءات بطولة خليجي 20 وحددت قنوات أبوظبي ودبي والدوري والكأس والسعودية الرياضية في ميزان التفضيل ربما يظهر من حجم التصويت أن نصيب القناة السعودية الرياضية هو الأقل.
فالقناة الرياضية السعودية على الرغم من أن مديرها الزميل عادل عصام الدين صحفي متمرس ويدرك أهمية جودة التعليق جماهيريا إلا أن قناته تضم أكثر المعلقين صياحا وتهريجا وتواضعا أيضا.
والصياح والتهريج والنياح أيضا ليس من فنون التعليق في شيء ويمكن اعتبارة تطفلا على المهنة يحاول المعلق من خلاله تعويض نقص مهاراتة ومعارفه في زمن لم يعد يقبل من هم مادون حد الجدارة.
فالمعلق الرياضي يفترض فية سلامة الصوت وأن يصف ويعلق باقتدار ويضع المشاهد بكل إثارة وتشويق في كامل أجواء المباراة فنيا ومعلوماتيا ونفسيا أيضا ويحسن توقيت عرض المعلومات عن الفريقين كلما أتاح له وضع اللقاء ذلك والابتعاد عن السقوط في دائرة الميول (الفجة) حتى لوكان يعلق لمنتخب بلاده.
ومعروف أن التعليق جزء من متعة اللعبة وكم من مباراة جميلة شوها تعليق سيئ لايجيد صاحبه غير الصياح والنياح ومثل هذه النوعية هي أقرب إلى تسمية مهرج أكثر من معلق.
والمعلق الرياضي عنصر مهم في إضفاء الإثارة والمتعة على اللعبة فهو مكمل لعدة عناصر متى ماتوفرت ظهرت المتعة في أحسن أشكالها فهناك مستوى اللاعبين والحكام وتفاعل الجماهير وحرفية طاقم العمل التلفزيوني بالإضافة إلى التنظيم.
فالتعليق التفاعلي هو الذي يعكس حقية المباراة و خطورة الهجمات و تنظيمها وجمال الأهداف وليس الصياح لمجرد دخول هدف بارد لايستحق أكثر من برودته مع التسليم أن العلاقة طردية بين المعلق والوضع الذي تكون عليه المباراة.
يبقى القول: إن براعة التعليق في الزمن الاحترافي هي جزء من تسويق القناة في عالم الإعلان التجاري وكلما كان المعلق محترفا ومقبولا لدى الجماهير كلما زاد من جاذبية الإعلان في قناتة.
وإذا بقيت القناة الرياضية السعودية بشكلها ونمطها التقليدي على حالها ويتجاذبها الميول والعواطف على حساب المنهجية العلمية والفنية في الإدارة الإعلامية قد تخسر في سباق الكعكة الإعلانية إن لم تدر على أساس مهني تجاري يفكر بمنطق السوق الاحترافي الذي لايرحم المجتهدين.
وتبقى إشارة: أنه يبرز من بين المعلقين في القنوات الخليجية اسم المصري أحمد الطيب والإماراتي على الكعبي والتونسي عصام الشوالي والعماني خليل البلوشي والتونسي رؤوف خليف والإماراتي فارس عوض وإن كان يلاحظ عليه (عصر الكلمات) والمبالغة والبقية من القدامى يتآكلون ومن الجدد يحاولون.