العابد (طيرنا بالعجة)
مشكلتنا حينما نحصل على معلومة ننقلها كما هي دون أن نحاول أن نتعب أنفسنا قليلاً بالبحث عن صحتها ومصداقيتها أو على الأقل مدى دقتها، وبالتالي ندخل في حرج كبير، وهذه مشكلة يعاني منها الكثير، ولكن حينما تكون مسؤولا يجب ألا تتحدث عن شيء من واقع مسؤوليتك إلاّ وأنت متأكد منه تماماً حتى لا تعرض نفسك للإحراج.
- وصلتنا معلومة اللاعب الواعد والذكي نواف العابد على أن هدفه الذي سجله في مرمى الشعلة بالثانية (الثالثة)، هو الأسرع على مستوى العالم، وقام العديد من البرامج الرياضية بفرد مساحة كبيرة لهذا الحدث، وتابعته بعد ذلك الصحف المحلية، وتحدث عدد من مسؤولي نادي الهلال عن هذا الإنجاز وشددوا على مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن طريق الاتحاد السعودي لكرة القدم لتوثيق الهدف، وكذلك مخاطبة موسوعة جينس للأرقام القياسية، ووقف طابور طويل من الكتاب - منهم كاتب هذه السطور - يتحدثون عن هذا الإنجاز وأهميته، وفي نهاية الأمر تتجلى الحقيقة، ويتضح قصورنا بالتأكد من المعلومة قبل نقلها، ويحتل العابد المرتبة الخامسة في قائمة الأهداف الأسرع في العالم.
- صدقوني حتى المركز الخامس يعتبر إنجازا جيدا لهذا اللاعب، ولا يلغي بأي حال من الأحوال هدفه الجميل من ذاكرتنا، ولا يلغي تفاؤلنا بموهبة هذا الصغير/الكبير، ولكنني أحزن كثيراً لحالنا الذي يتفاعل مع المعلومة وينقلها دون أن يتفحصها ويتأكد من صحتها قبل (أن يطير بالعجة) كما نقول بالعامية.