نعيش أزمة حوار
من البديهي جداً أن نختلف في الأفكار والرؤى والقناعات..والاختلاف ملح الحوار بلا شك..ولكنني حتى هذه اللحظة لم أصل إلى الأسباب التي غيّبت لغة الحوار لدى كثير من الناس.. لدرجة يخيل لي من خلالها أننا نعيش أزمة حوار حقيقية.. فصدقوني أن الحوار لغة قليل من يجيدها بمعناها الحقيقي.
ـ لغة الحوار ضد قذف الناس وشتمهم حينما نختلف معهم بالرأي.. لغة الحوار ضد أن ننظر للآخرين من منظور واحد ومن رؤية واحدة ومن توجه واحد.. لغة الحوار ضد أن نجبر الآخر على أن يؤمن بقناعاتنا ويسير على ذات نهجنا.
ـ لغة الحوار لا يمكن أن تدفعك لتعترض دون أن تبدي الأسباب، ولغة الحوار لا تعني أن نغيب صوتك ورأيك، لغة الحوار لا تعني أن نصادر حقوقك في الانتماء، ولغة الحوار ليس أن تقول ما نحب وتبتعد عما نكره.
ـ صدقوني.. إننا في أزمة ويجب أن نراجع أنفسنا جيداً.. وأن نتقبل الآخرين وآراءهم حتى وإن اختلفنا معها..أكتب بعد أن ضربت كفاً بكف وأنا أتابع الكثير من التعليقات التي تصلني على جوال “الرياضية”، وأقصد تلك الرسائل التي تفوح منها رائحة الهجوم والشتم.
ـ كم أقف احتراماً لمن يرسل ويتفاعل ويناقش ويشعل فتيل الحوار.. أما أولئك الذين يكتفون بعبارات لا تنم إلاّ عن فكرهم ومعدنهم.. فوالله إنني لأحزن من أجلهم وليس عليهم.