التوثيق من جديد
ـ عندما أعلن اتحاد كرة القدم تشكيل لجنة لتوثيق بطولات الأندية السعودية، قلت في هذه المساحة إن الفكرة ممتازة ومطلوبة لكن آلية التنفيذ لا أراها مقنعة.
ـ ما أعنيه بالآلية هو إشراف لجنة (محلية) على عملية التوثيق وهو أمر من الصعب أن يحقق الهدف من تشكيل اللجنة لسببين رئيسيين.
ـ أولهما (وأخطرهما) أن الميول والتعصب ينخر في جسد رياضتنا وهذا من شأنه (بكل أسف) أن يعيق عمل اللجنة أو يشكك في نتائجها.
ـ رئيس اللجنة أهلاوي وعضواها نصراوي وهلالي....هذه هي الحقيقة وليس عيباً أن يكون لأعضاء اللجنة ميول رياضية لكن مجتمعنا (الرياضي) لايقبل ذلك، ومن هنا فإن نتائج عمل اللجنة سيكون محل نقاش وربما عدم قبول من شرائح أخرى.
ـ وللتأكيد على شكوكي حول إمكانية عدم قبول المجتمع الرياضي السعودي لنتائج التوثيق هو ما نتابعه عبر وسائل الإعلام المختلفة من تشكيك بمصداقية كل أعضاء اللجنة بل وكيفية تشكيلها.
ـ التشكيك يأتي من نقاد رياضيين ومؤرخين رياضيين وهؤلاء سيوجهون المتلقي الرياضي في طريقة تعامله مع عمل اللجنة ونتائج العمل.
ـ أما السبب الثاني في صعوبة تحقيق اللجنة لمهمتها (وهو الأهم من وجهة نظري) فيتمثل في صعوبة جمع المادة المطلوبة للتوثيق نظير انتقال المسؤولية الرياضية خلال العقود الماضية بين أكثر من جهة حكومية وبعضها قد لايحتفظ بأرشيف يساعد على نجاح عمل اللجنة وإن وجد فلا أتصور أن اللجنة ستكون قادرة على تحمل البحث في أرشيف تلك الجهات الرسمية المتعددة (وزارة الداخلية – وزارة العمل – رعاية الشباب – اتحاد كرة القدم).
ـ في الغالب هذه اللجنة ستكون من المتطوعين وإن كانت نظير مبالغ مالية فلا أعتقد أن المقابل سيكون مجزياً ومغرياً لأعضاء اللجنة وكلما كان المقابل غير مجز كلما قل حماس أعضاء اللجنة وربما توقف عملهم في منتصف الطريق.
ـ أجدد قولي بأن أفضل من يقوم بعملية التوثيق هو بيت استشاري رياضي متخصص في هذا الجانب ويكون ذلك بمناقصة يعلن عنها اتحاد الكرة بشكل رسمي حتى يتم المساءلة والمحاسبة تجاهها من قبل الجمعية العمومية.
ـ حتى الاستعانة بالاتحاد الدولي لكرة القدم في هذا الجانب لاتقلل من مكانة اتحاد الكرة المحلي بل تزيد من ثقة المجتمع الكروي المحلي فيه.
ـ في حال أصر اتحاد الكرة على استمرار اللجنة المحلية في التوثيق فمن الأفضل مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستشارته حيال معايير التوثيق ويتم نشر رد الاتحاد الدولي الرسمي عبر وسائل الإعلام بحيث يكون الجميع على إطلاع تام على سير العمل ومعايير التوثيق بحيث يتم تقييم عمل اللجنة وفقاً للمعايير المعلنة بعد نهاية عملها.
ـ في النهاية أجدد الإشادة بقرار اتحاد الكرة بالتوثيق لكنني أتمنى أن يعاد النظر في الآلية التي تم إقرارها.
ـ وفي نفس الوقت أتمنى أن لا يفهم رئيس اللجنة وأعضاؤها أنني (وربما معي زملاء كثر) نشكك في أهدافهم وتوجهاتهم بقدر ما نبحث عن إبعادهم عن مواقع قد تسيء لهم رغم أنهم مجتهدون.