2014-08-31 | 06:55 مقالات

الابتعاث والمنشآت الرياضية

مشاركة الخبر      

خلال شهر رمضان المبارك وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ بإنشاء 11 ملعباً رياضياً في مناطق المملكة المختلفة وفقاً لأحدث المواصفات والمعايير العالمية..

ـ مكرمة ملكية غالية جداً وغير مستغربة من والد الجميع تأتي امتداداً لعطايا هذا القائد المحب لوطنه وشعبه..

ـ ستتولى شركة أرامكو إنشاء هذه الملاعب الرياضية ولا نشك في قدرة هذه الشركة الرائدة على إنشاء منشآت رياضية تليق بمن أمر بإنشائها وبالوطن وشبابه..

ـ لكن الإنشاء وحده لا يكفي.. ولكي تكون الاستفادة من هذه الملاعب بعد انتهاء إنشائها إيجابية تامة لابد أن يتم إدارة هذه المنشآت بأسلوب حضاري وعلمي متخصص وحديث من قبل متخصصين في إدارة المنشآت الرياضية..

ـ لا تتردد الدولة في تشييد مختلف المنشآت التي تحقق التقدم والرقي للوطن والمواطن لكننا (للأسف الشديد) نتجاهل أو لا نهتم كثيراً بكيفية إدارة هذه المنشآت ما يجعل مردودها دون الطموح..

ـ المنشآت الرياضية لا تختلف إطلاقاً عن أي منشآت أخرى فهي (أي المنشآت الرياضية) تحتاج لإدارة متخصصة تستطيع أن تجعل من هذه المرافق إيجابية بشكل تام..

ـ دعوني أذهب قليلاً نحو المنشآت الصحية وتحديداً المستشفيات فهناك تخصص علمي (إدارة مستشفيات) وليس شرطاً أن يدير المستشفى طبيب بل ربما قد لا يجيد الطبيب إدارة المستشفى مثلما يديره من يحمل تخصصاً في إدارة المستشفيات..

ـ في منشآتنا الرياضية عانينا كثيراً من سلبية وقصور في أداء الأجهزة المعنية بإدارة هذه المنشآت والسبب هو أن (كثيراً) ممن تولوا إدارة الملاعب الرياضية لم يكونوا متخصصين في هذا المجال إنما (في غالب الأمر) يكون قد صدر قرار بترقيتهم على مسمى وظيفة مدير ملعب.

ـ وطالما أن خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ قد وجه بإنشاء هذه الملاعب ومن أجل تحقيق الفائدة المرجوة منها لماذا لا نربط ذلك التوجيه الكريم ببرنامجه ـ حفظه الله ـ للابتعاث وهو البرنامج الذي حقق ويحقق الكثير للوطن من خلال مكتسبات علمية لأبناء وبنات هذا الوطن..

ـ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث تم تمديده لعدة سنوات قادمة وكم أتمنى أن يبحث الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب مع وزير التعليم العالي إمكانية إدراج تخصص (إدارة منشآت رياضية) ضمن تخصصات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث..

ـ نريد تجهيز جيل متعلم يحمل الدرجات العلمية العالية (علماً وتدريبياً) بحيث يكون هذا الجيل مؤهلاً لإدارة المنشآت الرياضية الجديدة وفي نفس الوقت يكون بمثابة بداية حقيقية لجيل إداري متخصص في المنشآت الرياضية يدير المنشآت ويدرب ويؤهل أجيالاً عديدة للمستقبل..

ـ الإدارة المتخصصة للمنشآت الرياضية تعد مطلباً ضرورياً ليس فقط من أجل المحافظة على هذه المنشآت التي كلفت الدولة الملايين وليس فقط من أجل إدارتها بشكل إيجابي ولكن أيضاً من أجل أن يجد المواطن السعودي وتحديداً الشاب السعودي منشأة رياضية حقيقية تحقق وتوفر له متطلبات أي شاب رياضي في العالم.