2014-07-23 | 08:31 مقالات

التعامل مع الأشخاص

مشاركة الخبر      

من أبرز سلبيات المواطن العربي بشكل عام والسعودي على وجه التحديد أنه يتعامل مع الأفراد من منطلق الشخصية وليس العمل..

ـ بمعنى أن من يحدد تتعامل المواطن العربي مع هذا الشخص أو ذاك هو مدى التقبل (الإنساني) المنطلق من دوافع عاطفية ..

ـ إذا أحب المواطن العربي شخصية ما فإنه يضع تلك الشخصية فوق كل شيء ويصبح وكأنه ملاكاً لا يخطئ بل أن كل ما يقوله هو عين الصواب..

ـ والعكس صحيح.. عندما لا تكون لشخص ما قابلية فإنه يجد نفسه مرفوضاً ومنبوذاً ولا يجد التأييد بأي شيء يفعله حتى لو أنجز أموراً خارقة..

ـ وفي المجتمع الرياضي ما يحدد كثيراً من آليات التعامل هو (وبكل أسف) ليس التقبل الشخصي فقط بل الانتماء للأندية أيضاً..

ـ لست مبالغاً وعلينا أن نكاشف أنفسنا ونقول أن غالبية المجتمع الرياضي تحدد أسلوب تعاملها أو تقبلها للأشخاص بناءً على النادي الذي يميلون إليه..

ـ عندما يكون هناك حكم معروف بميوله لناد معين فإنه لدى جماهير ذلك النادي لا يخطئ وإن أخطأ فإنهم يخلقون له المبررات.. والعكس صحيح تجد جماهير الأندية الأخرى لا تقبل منه أي قرار صحيح لأنه معروف بميوله لذلك النادي..

ـ الأمر ينسحب على الإعلامي والمعلق وكل منتم للوسط الرياضي.. حتى اللاعب نجد البعض لا يقبل منه رأياً ووجهة نظر لأنه يمثل ذلك النادي بينما جماهير ناديه تعتبر كل ما قاله لاعبهم صحيحاً ولا يمكن النقاش حوله..

ـ حتى على مستوى المسؤول الرياضي الكبير تجد أن التعامل معه ينطلق من خلال الميول والانتماء..

ـ هذا الأسلوب في التفكير والتعامل يعد جزءا رئيساً وهاماً من أسباب تخلف دول العالم الثالث أجمع والدول العربية على وجه الخصوص..

ـ مشكلتنا في الوسط الرياضي السعودي أننا (نتعامل) مع الآخرين و (نقيمهم) من خلال ميولهم بل ونسعى لتأويل أي قرار يصدر منهم بأنه نابع من ميول..

ـ لذلك أقول إن من الأسباب الرئيسية لتأخر رياضتنا وتحديداً كرة القدم أننا نتعامل وفق ميول المنتمين للوسط الرياضي وليس وفق عطائهم..

ـ لن نتطور في كل المجالات حتى نتعامل مع الآخرين بمثل ما نحب أن يعاملونا به وأن نقيمهم من خلال أعمالهم ونتائجهم وليس من خلال أشخاصهم وانتماءاتهم ليس فقط الرياضية بل وحتى الفكرية.