2014-07-17 | 09:01 مقالات

ثقافة الجماهير

مشاركة الخبر      

أقتبس عنوان مقالتي اليوم من عبارة قالها خالد الكاف المدير التنفيذي لشركة موبايلي معلقاً على توقيع الشركة لعقد رعاية نادي النصر لخمس سنوات مقبلة..

ـ قال الكاف (إن الهدف من التوقيع مع نادي النصر هو تغيير ثقافة الجماهير) وهذه العبارة (من وجهة نظري) تغني عن كتاب كامل لأنه بالفعل خير الكلام ما قل ودل..

ـ تحدثنا كثيراً عن ضرورة تغيير ثقافة الجماهير الرياضية وأن الرياضة لا يمكن أن تتطور دون تغيير هذه الثقافة وتحديداً مفهوم التنافس والهدف من الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص..

ـ كلما ارتفع المستوى الفكري وحجم الوعي لدى الجماهير كلما ارتفع مستوى التنافس دون إخلال بانتماء الجماهير لأنديتهم..

ـ بمعنى أن تشجيع هذا المشجع لفريقه يجب أن يكون منطلقاً من مفهوم رقي وتطور فريقه ولا يجب أن يكون دوماً مبنياً أو منطلقاً من الإضرار بالآخرين.. أي يجب أن يسود مفهوم (يعيش فريقي) وليس مفهوم (يسقط الفريق الآخر)..

ـ الساحة الرياضية يجب أن تتسع لتنافس كل الفرق دون سقوط هذا الفريق أو ذاك..

ـ ومن وسائل رقي وتطور الفرق الدعم المالي وتحديداً شركات الرعاية ولعل موبايلي إحدى أبرز الشركات المستثمرة في المجال الرياضي السعودي ليس اليوم فقط بل ومن سنوات عديدة مضت..

ـ عندما كانت شركة موبايلي الشريك الإستراتيجي لنادي الهلال كان النصراويون يرفضون هذه الشركة تماماً وربما لا يقبلون النقاش حولها بحكم أنها شريك إستراتيجي لناد منافس..

ـ أنا هنا أضرب مثالاً ولست أحصر الرؤية بجماهير النصر بل إن هذا هو الفكر السائد بكل أسف لدى الجماهير الرياضية السعودية بشكل عام وهو فكر (أنا وأنا فقط أما غيري فيجب أن يسقط)..

ـ اليوم نتحدث عن تغيير ثقافة مجتمع رياضي وهو أمر إيجابي للغاية إذ من المفترض أن تفكر الجماهير بكيفية رقي وتطور فريقها حتى لو كان عبر شركة راعية تدعم وترعى الفريق المنافس فالمجال الاستثماري مفتوح للجميع والأندية الناجحة هي التي تجد من يدعمها ويرعاها مثلما هو حال موبايلي مع النصر والهلال..

ـ على النصراويين والهلاليين وبقية جماهير الأندية أن يدعموا مجالس إدارات أنديتهم في مثل هذه الخطوات طالما هي تصب في المصلحة العامة للنادي وتؤدي في النهاية لتطوره وربما تحقيقه للإنجازات..

ـ التعصب للأندية ليس عيباً طالما هو تعصب (محمود) يدعم النادي ويزيد من التصاق جماهيره به وليس تعصباً (مذموماً) ينطلق من كره المنافسين..

ـ اليوم تكسب موبايلي الجولة لأنها كسبت جماهير الناديين العملاقين المتنافسين (النصر والهلال) وفي نفس الوقت كسب الناديان موبايلي لأنها ستضخ الملايين في ميزانية كل ناد من أجل مسيرة أفضل لكل ناد..

ـ شكراً لموبايلي وشكراً للنصر والهلال..

ـ هنا أختتم قائلاً إن الأندية الكبيرة والجماهيرية لم تجد صعوبة في إيجاد رعاة لها بينما اتحاد الكرة يعاني من الديون لأنه لم يجد رعاة والسبب هو نوع وجودة المنتج..

ـ في النصر والهلال هناك منتج متميز للغاية هو البطولات والجماهير الغفيرة بينما لا يستطيع اتحاد الكرة إنتاج منتج مقنع للجماهير لتحضر وللرعاة ليقبلوا برعايته.