ماذا بعد بطولتي النصر؟

ـ سؤال يردده الكثيرون (ما هو هدف وحال فريق النصر بعد تحقيقه بطولتين هذا الموسم) ؟

ـ غالباً مضمون السؤال هو (هل سيكتفي النصر بهاتين البطولتين ويغيب فترة طويلة أم سيكون حاضراً في مشهد البطولات في الموسم المقبل؟).

ـ النصر أحد ركائز كرة القدم السعودية وليس غريباً أن يحقق البطولات بل المستغرب جداً ابتعاده الطويل عن حصد الألقاب والتتويج بها.

ـ اليوم (وبعد سنوات من التخطيط والعمل والعطاء والبذل) عاد النصر فريقاً قوياً حقق بطولة النفس القصير (كأس ولي العهد) وبطولة التحدي والنفس الطويل (بطولة دوري المحترفين) بل إن النصر عاد ذهبياً حقق بطولتين في موسم واحد وربما لولا انشغال النصراويين ببطولة الدوري والسعي لتحقيقها لكانوا الآن منافسين على تحقيق لقب مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.

ـ بالتأكيد إن فريقاً كبيراً كالنصر لا يمكن أن يكون طموحه تحقيق بطولة أو اثنتين في موسم ومن ثم الابتعاد والانزواء بعيداً عن منصات الذهب بل طموح رجال هذا الفريق ونجومه وأنصاره هو التواجد الدائم في عمق المنافسة على الألقاب (في النهاية اللقب يذهب لفريق واحد).

ـ ببساطة أن هدف النصر المقبل هو كأس السوبر أولاً ومن ثم خوض منافسات دوري أبطال آسيا لتكرار منجزه المسجل باسمه كأول فريق عربي آسيوي يشارك في مونديال الأندية وبذلك الانجاز اكتسب النصر لقب (العالمي).

ـ لكن هذا كله يبقى كلاماً نظرياً لا يتحقق من خلال الكلام بل يحتاج لعمل مكثف مثلما عمل النصراويون في الفترة السابقة بل وأكثر من ذلك لأن القادم أصعب بكثير مما مضى لسببين رئيسيين.

ـ أولهما أن البقاء في القمة أصعب بكثير من الوصول إليها وثاني الأسباب أن الاستحقاقات المقبلة للنصر أصعب بكثير من هذا الموسم فالنصر سيخوض منافسات دوري أبطال آسيا القوية جداً إلى جانب أنه سيخوض المنافسات المحلية كبطل يدافع عن القابه ويسعى للمحافظة عليها وستقابله كل الفرق كحامل اللقب مثلما كان حال الفتح هذا الموسم.

ـ في تصوري أن أهم خطوات بقاء النصر قوياً هو الاستقرار سواء ببقاء المدرب كارينيو أو التعاقد السريع مع بديل له في حال رغبته في الرحيل إذا اتصور أنه قد يرغب في الرحيل ليس لعد ارتياحه في النصر بقدر ما أنه يفضل الرحيل بسيرة ذاتية متميزة حقق من خلالها بطولتين في موسم واحد.

ـ خلاف حسم أمر المدرب (بقاء كارينيو أو التعاقد مع بديل متميز) فإن إدارة النصر مطالبة بالمحافظة على الهداف المتميز إلتون بعد أن نجحت في الإبقاء على قائد خط الدفاع ومنظمه بل حتى على صعيد السلوك الرياضي تميز محمد حسين كثيراً لدرجة أنه نال (حسب احصائيات الدوري السعودي) لقب أقل اللاعبين حصولاً على البطاقات الملونة إذ لعب 1774 دقيقة دون أن ينال بطاقة ملونة رغم حساسية مركزه.

ـ النصر أيضاً بحاجة لصانع العاب متميز يلعب خلف المهاجمين ويجيد تنفيذ الكرات الثابتة وأخيراً قد يحتاج النصر لظهير أيمن أجنبي في حال عدم استمرار خالد الغامدي.

ـ اخيراً اقول (ومن وجهة نظر شخصية) إن المكسب الكبير من تحقيق النصر بطولتين هذا الموسم هو زوال الحاجز النفسي إذ كان النصراويون (أعضاء شرف وإدارة وأجهزة فنية ولاعبين وجماهير) يعانون من الضغط النفسي المتمثل بطول فترة غيابهم عن البطولات.

ـ ذلك الضغط النفسي كان يشكل حملاً كبيراً على أي إدارة أو عضو شرف أو جهاز فني يعمل في النصر أو لاعب يرتدي شعاره وكانوا بحاجة ماسة لكسر ذلك الحاجز النفسي حتى يستطيعوا العمل في مناخ مريح نفسياً وهو ما تحقق لهم هذا الموسم بل أراه أكبر وأبرز مكاسب النصر.