عنيزة وأصدقاء البيئة
أجدني اليوم مضطراً للخروج عن الشأن الرياضي لأن الأمر يرتبط بمدينة عنيزة (مسقط رأسي) واهتمام مسؤوليها بالبيئة.البيئة (كل) والرياضة (جزء من هذا الكل) وبالتالي علينا أن نقدم (الكل) على (الجزء).
ـ البيئة ليست فقط منزلا نعيش فيه أو أسرة نتكون منها بل إنها أكبر وأشمل وأعم فهي الكون الواسع جداً الذي نعيش فيه ونتأثر بمكوناته وكلما كانت مكونات البيئة نظيفة نقية كان المجتمع كذلك.
ـ هذا الفكر وتلك النظرة هي ما دفع المسؤولين في بلدية عنيزة ليبادروا للاهتمام بالبيئة وسط دعم شعبي كبير من سكان المحافظة.
ـ جوانب الاهتمام بالبيئة (رسمياً) و(شعبياً) في عنيزة كثيرة عبر وسائل متعددة أتناول اليوم في هذه المساحة وسيلة واحدة لفتت نظري و(أجبرتني) أن أتوقف عندها مبتعداً عن الشأن الرياضي.
ـ النظافة تمثل الجزء الأكبر والرئيس عندما يكون التحدث عن البيئة والحفاظ عليها.وليس المسؤولون في عنيزة وكذلك أهلها هم فقط من يهتمون بالنظافة فكل المجتمعات في العالم تهتم بل هي مطالبة بأن تهتم بنظافة المدن والقرى التي يتشكل منها في النهاية بيئة نظيفة.
ـ عنيزة (تميزت) وتميزها لم يسبقه (على حد علمي) إليها أحد ربما على مستوى العالم عندما بادرت بلدية عنيزة بتغيير مسمى (عامل النظافة) إلى (صديق البيئة).
ـ القرار (الذي سيتحول إلى واقع من خلال حفل تدشين يرعاه محافظ عنيزة فهد السليم) ليس بالمسمى فحسب بل يذهب أبعد من ذلك إذ يشمل استبدال الزي بزي جديد يحمل مسمى أصدقاء البيئة ويحمل رقماً تسلسلياً يرتبط بصديق البيئة طوال فترة عمله كما سيكون لكل حي أرقام محددة المبتدأ والمنتهى.
ـ وجوه إيجابية بيضاء جميلة يقدمها هذا القرار من قبل صانعيه في بلدية عنيزة إذ إنه يمثل جانبين هامين.أولهما معنوي يتمثل في رفع مستوى ثقافة ووعي المجتمع من خلال التقدير لشخص عامل النظافة (سابقاً) (صديق البيئة حالياً) وهنا أتحدث عن نظرة المجتمع لهذه المهنة رغم أهميتها فتخيلوا حال المدن والشوارع لو لم يكن هناك من يتولى متابعة نظافتها بشكل يومي.
ـ الوجه الآخر يتعلق بمصطلح (البيئة) إذ أننا أحوج ما نكون لتكراره حتى يرسخ لدى الجميع وتحديداً النشء بحيث يعلموا مدى أهمية البيئة الصحية النظيفة للعيش.
ـ ربما يبقى مصطلح (عامل النظافة) راسخاً لدى كثيرين لكن مع تعاقب الأجيال والسنين ومع الإصرار على ترديد مصطلح (صديق البيئة) سيكون لدينا مجتمعات جديدة تقدر دور (صديق البيئة) وتثمن أهمية وضرورة وجوده إلى جانب أن هذه الأجيال ستعلم مع مرور الزمن أهمية البيئة وضرورة الاهتمام بها والمحافظة الدائمة على نظافتها.
ـ أتمنى أن تعمم فكرة (بلدية عنيزة) على كل بلديات المملكة ليس فقط على صعيد مسمى (صديق البيئة) بل أيضاً على صعيد الاهتمام بالبيئة وتحديداً على صعيدي النظافة والتشجير.
ـ كما أتمنى أن يكون للإعلام (المرئي والمكتوب) حضوره القوي في بث الخطوة الجميلة لبلدية عنيزة.
ـ لا أملك تعليقاً سوى القول (لا تلوموني في هواها. قلبي ما يعشق سواها).