لسنا بهذا السوء
كرويًّا أسوأ موقف توضع فيه هو أن تخسر بخماسية في افتتاح كأس العالم من منتخب متواضع، بمتابعة أكثر من مليار شخص حول العالم، بدون أن تقدم أي مستوى يذكر أو أي جملة تكتيكية، أو حتى أي لمحة كروية، ذلك بالتحديد ما فعله منتخبنا في افتتاح المونديال، والذي إضافة إلى ذلك ظهر بلا هوية ولا حماسة ولا رغبة في الفوز في مباراة، أرى أنها كانت بمثابة الفرصة الذهبية لمنتخبنا لتقديم نفسه بشكل جيد على مرأى من العالم كله، ولكن للأسف ما حصل العكس تمامًا.
ويتردد السؤال المحير لماذا؟
للإجابة عن ذلك يجب أن نعود إلى عناصر التفوق أو الإخفاق لأي فريق في العالم "الإدارة والمدرب واللاعبين"، ونقيم عطاء كل منهم فنجد أن الانهيار الجماعي هو بكل تأكيد حصيلة سوء عمل إداري؛ فمن الواضح أن الإعداد النفسي للقاء روسيا كان سيئًا لدرجة أن نتيجة الفوز كانت متداولة لدى الغالبية بدون أي تحفظ أو احترام للمستضيف وصاحب الأرض والجمهور بما فيهم جموع الإعلاميين المرافقين وحشود الجماهير الحاضرين، بل وأكثر من ذلك؛ فنحن ومن قبل المونديال نعد بالتأهل إلى دور الثمانية.
أما المدرب فهو صاحب استراتيجية لا تصلح لنا على أقل تقدير في كأس العالم؛ فإمكانياتنا وقدراتنا لا تسمح لنا بنهج أسلوب فتح الملعب ومجاراة الخصم أيًّا كان، إن أفضل طريقة تناسبنا هي إقفال المناطق الخلفية باللعب بثلاثة مدافعين وأمامهم محوران.. الخيبري وعطيف واللعب على المرتدات واستغلال سرعة المولد نظرًا لعدم وجود مهاجم تقليدي في ملاعبنا، أما حراسة المرمى فبصراحة أنا لا أعد المعيوف ضمن أفضل ثلاثة حراس مرمى لدينا، وأستغرب كيف اقتنع به المدرب الذي أتمنى أن يكون قد اقتنع بواقعنا بعد الخسارة المذلة لتدارك المواقف في المباراتين القادمتين؛ فتطلعاتنا تراجعت من حلم الثمانية إلى عدم كسر الثمانية.
وكما أسلفت فإن اللقاء شهد انهيارًا جماعيًّا للاعبين، فأي منهم لم يقدم أي شيء يذكر، وأميل إلى رأي رئيس الهيئة بأن يكون هنا عمل لبناء أجيال قادمة عبر ابتعاث صغار السن على أن يتزامن ذلك مع التركيز على البنى التحتية كالملاعب ومقرات الأندية والأكاديميات؛ فهي التي تبقى لتنتج، ولكن حتى ذلك الحين كان من المفترض أن ننتهج الأسلوب التربوي مع اللاعبين لاستخراج كامل طاقاتهم فيما تبقى من مباريات؛ فنحن بصراحة وبعيدًا عن انفعالات الخسارة المدوية لسنا بهذا السوء.