الدوري الأقوى عبر التاريخ
قبل أشهر قليلة كان اللاعب الخلوق عبد المجيد الرويلي ضمن صفوف منتخبنا الوطني الأول، الذي استدعي له إثر إجماع على تطور مستواه واستحقاقه لتمثيل الوطن.
أما اليوم فهو لاعب في نادي العروبة أحد أندية الدرجة الأولى ـ مع الاحترام ـ ذلك لأن السعة الاستيعابية لأندية الدوري السعودي للمحترفين لم تعد تتسع سوى للأكفأ والأجهز والأفضل بغض النظر عن هويته أو حتى جنسيته، في ظل قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم السماح بالتعاقد مع ثمانية لاعبين غير سعوديين واثنين مواليد.
القرار بلا شك سيكون له جوانب إيجابية عديدة، ولاسيما أننا نتحدث عن أسماء قوية ستمثل الفرق السعودية مثل أحمد موسى وعموري والأحمدي وأمرابط وغيرهم، هذه الإيجابيات تتلخص في تطوير الدوري السعودي الذي سيرتفع مستواه وستزيد إثارته وسيتضاعف متابعوه، وبالتأكيد تاليًا سيصل إلى مراكز متقدمة وفق تصنيف مواقع أو منظمات “غير رسمية” تضع معايير اجتهادية تخرج من خلالها بالأفضلية؛ فتعتمد مثلاً World Football على عدد الأهداف وعدد البطاقات الحمراء والانتصارات القارية وفرق النقاط، أما الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء IFFHS فيعتمد على متابعة وتقييم نتائج خمسة فرق من كل دوري محليًّا وخارجيًّا في حين أن Total Sportek تعتمد على الإثارة والتنافس والنوعية والحضور والنتائج الإقليمية وقوة النجوم أيضًا من إيجابيات قرار زيادة اللاعبين غير المحليين في المنافسات المحلية خفض قيمة اللاعب السعودي السوقية، ودفعه لتطوير الذات أملاً في البحث عن خانة بين فرق دوري المحترفين.
إلا أن هذه الخطوة سيكون بالتأكيد لها سلبيات يجب ألا نغفلها ونحن نتأهب لمتابعة أقوى دوري سعودي في التاريخ؛ فاللاعب السعودي لن يجد له مكانًا في أندية الدوري السعودي للمحترفين كما حدث للرويلي وسيحدث لغيره، وذلك سيأتي على حساب المنتخب؛ فمن الطبيعي أن الأندية ـ وهي الحاضنة الأساسية للمنتخب ـ ستسعى لتعضيد صفوفها بنجوم يلامسون تطلعات الجماهير دون الالتفات إلى جنسياتهم، وكما هو معروف فبدون مزاولة سيتراجع مستوى أي لاعب في العالم، ولعل التجربة الإنجليزية خير مثال؛ فالبريمرليغ هو الأجمل في العالم، ولكن إنجازات المنتخب الإنجليزي شبه معدومة؛ لأن غالبية من يمثل الأندية الإنجليزية ليسوا إنجليزًا كما أن وضع سقف لرواتب اللاعبين المحليين وغياب هذا السقف عن غير المحليين يعد أمرًا مثبطًا للاعب السعودي؛ فأتمنى أن تؤخذ هذه الجوانب في الاعتبار إذا ما أردنا أن نصنع منتخبًا يحقق إنجازات باسم الوطن.