سلّة ورود
إنْ وجدتَ شخصًا يتتبّع زلّات الناس، لا يبحث إلا عنها، يلتقطها بملقاط، يشطب ما عداها ولا يكتب في صحيفته غيرها، فاعلم أنه بلا ميزة تميّزه فيعتَدّ بها حقًّا، وبلا فضيلة فيه يخصّ ورودها بالسّقاية والرعاية والحماية!. يا لبؤسه، لقد أضاف إلى "لا مزاياه" عيبًا لا يُميّزه أيضًا!، فقد كَثُر من يفعلون ذلك!، والكثرة كتابةُ مَمْحاة!.
ـ إن أردتَ العتاب فارْفِقْ. وإنْ أردتَ الرِّفق فلا تعاتِب!. الرِّفْق في الملامة والعتاب يجعل من المحبة جسد المشهد لا ظلاله، غُرَف بيته لا سُوره!، يميل بالآخر ليرى الوردة، ويقبل العتاب قبوله لأشواكها الحامية!. ساعتها، حتى وخز الشوكة يصير مقبولًا ومُتفهَّمًا بل ويُثمر حالة من المَرَح!. في المقابل فإن العتاب فيما لو أردتَ الرّفق، يجعل من الرّفق خَشِنًا، وأقلّ أُنْسًا من ظنّك فيه ومن نواياك منه!.
ـ الكليشيهات ورود بلاستيكيّة!. ليس من اللباقة ولا الفطنة استخدامها في لغة عواطف طامحة لكل ما هو حيّ وطريّ!. بل ويبدو لي أنه وفي لحظات الحب الصادقة فإن التلعثّم والارتباك وعدم القدرة على قول ما نريد قوله بالشكل الذي نتمنّاه، أطيب نَفَسًا، وأزهى، من استخدامنا لبلاستيكية الكليشيهات، والأمر يشمل الاقتباسات عمومًا!، مهما قَدَرت هذه الكليشيهات والاقتباسات على تشكيل وردة أو باقة ورود مناسبة أو جميلة الشكل!.
ـ لا يعجبه كلامك، وينبهر فيما لو قلتَ له ذات الكلام مسبوقًا بقال فلان!، ويزداد انبهارًا كلّما كَبُر اسم القائل المزعوم!، دعك منه، هذا يَشُمُّ الأيادي لا الورود!.
ـ أهداها وردةً، وكتب:
إنْ كُنتُ مَرَرْتُ في حُلُمكِ،
هي وردة شُكر،..
وإن كنتُ لم أَمُرّ،
هي وردة اعتذار!.