السّأَم!
ـ إيّاك والسَّأَم، لا تستسلم له، ومن الأساس لا تهادنه، ولا تسمح له بحديث مفاوضات أو إقناع، فهو متمرّس أكثر مما تظنّ في المفاوضات، وغالبًا ما ينجح في إقناع صاحبه بأنّ الأمر عادي، وأنّ ما يحدث له طبيعي وفي مساره، إلى أنْ يُوقعه في الحفرة!.
ـ إن سئمتَ ولم تتحرك، فقد ابتُليتَ بلاءً كبيرًا، لم تُهزم فحسب، بل استسلمتَ للهزيمة. وبالرغم من أن مصيبة السأم يكفيها أن تحضر مفردةً وحيدة، إلا أنّ المصائب لا تأتي فُرادى!،..
ـ فإنْ عُدَّت الأشياء التي تُغيّرك تغييرًا حقيقيًّا إلى الأسوأ، كان السّأم من الخمسة الأوائل!.
ـ يكفي السأم سُوءًا ومهانةً أنه ضد الحريّة!، يكاد يكون نقيضها!. ليست السعادة هي النقيض ولا المرح، لكن الحريّة!.
ـ في لحظة السّأم لا يمكن لك إلا أن تشعر بفقدان حريّتك، أو على الأقل بالضيق نفسه، بالضيق شديد الخزي والاستسلام، المُصاحب للعبوديّة!. السّأم مَهانة!.
ـ ما الذي يفعله السأم؟!. إنه يقول لك أنّ الأمر كان جميلًا وممتعًا بشهادتك واعترافك، ثم أنه لم يتغيّر لتلحقه مَلامةً، كما أنك لم تتغيّر ليتبعك عتاب!. لا جريمة إذن، وبالتالي فإن ما أنت فيه ليس عقابًا!، إنه طبيعة!.
ـ الجنون أن تستسلم لهذه العقلانية الرصينة التي يخاطبك بها السأم، مدافعًا عن وجوده!. لقد مرّر عليك الجملة القاتلة بكامل السُّمّ، دون أنْ يقولها: لم يحدث شيء!.
ـ لذبح السّأم من الوريد إلى الوريد، لوئده حتى قبل أنْ يُلَفّ في مهد: اجعل شيئًا يحدث!. أنتَ ما لم تفعل، ما لم تستبق الأمر بعشرين خطوة وتفعل، فلسوف تجد نفسك وقد أقدمت على نزوات عابرة، خطرة، تستجديها متعةً، وتبرمجها بعقلك المهزوم فتتوهمها غايات وأهدافًا!. وسلام عليك بعدها،.. من "جرف" لـ "دحديرة"!.
ـ في كثير، كثير من الحالات، يكون علاج السّأم ليس في التوقف "عن" العمل، لكن في عدم التوقف "فيه" لمراجعة أمور صغيرة وحسابات بسيطة!.
ـ ما لم تنتقل من حماسة إلى حماسة، فأنتَ واقع في الوَهَن لا محالة!.