الحزام.. رواية للتعبّد وللّعب!
ـ قرأتُ الحزام أخيرًا، أخيرًا،..
أخيرًا، أخيرًا قرأتُ الحزامْ!.
لذا لنْ أبوح لغير حبيبي..
بسرّ النجومِ،..
لذا لنْ أنامْ!.
ـ أيّ "هَبَلٍ" هذا؟!، أهكذا تُقرأُ رواية؟!. لا هذه كتابة ولا هذا شعر؟!.
: نعم، هكذا!. هكذا تُقرأ "الحزام"!. ونعم، لا هذه كتابة ولا شعر، هذه: أغنية!.
ـ كل ما فعله أحمد أبو دهمان، كل ما أراده، هو تحريضنا على الغناء!. هذا فهمي، أمّا حكمي فهو أنه أتقن الحرث و"الدَّوْزَنَة"!.
ـ هذه الرواية: قَرْيَة. قراءتها: طريق لريّ الحقل. الكتابة عنها بغير الغناء سوء فهمٍ أو نُكران جميل!.
وماذا عن أحمد أبو دهمان؟!، ـ ولدٌ يعرف أين تُخبئ طيور القلب أعشاشها، لذلك يُغنّي، وبذلك يُطرِب!.
ـ هنالك كُتُب، لا تحتاج إلى قراءتها بكامل المتعة، لأكثر من: فكّ الحروف، وأن تكون قد رفعتَ على ظهرك يومًا كيسًا من الطحين، وتذوّقت قليلًا من السمن والعسل، وحب الغناء!. الغناء بالسمسم أشهى!. "الحزام" كتاب من هذه النوعية!.
ـ لغة متدفّقة، سيّالة، عنقود عنب. سبْحَة خَرَزٍ ملوّنة، للتعبّد وللّعب!. استرسال عجيب لحكايات أعجب، لا تنقطع، لا يقطعها حتى "سقوط خفّاشٍ بيننا"!، ذلك لأنه وما أنْ يسقط، حتى يصير جزءًا من الحكاية، فيطير من جديد!.
ـ أعترف: تحاشيت قراءة "الحزام" لأحمد أبو دهمان، لأنني أحببتُ الرجل كثيرًا، وقد كان فخره بعمله الأدبي هذا كبيرًا، شبيهًا بتباهي الشعراء، الوهمي غالبًا!. خفتُ على محبّتي لأحمد أبو دهمان أنْ تتأثّر فيما لو قرأتُ عمله الأدبي الوحيد ثم لم يكن جديرًا بكل هذا الزّهو!. كنتُ مخطئًا، وأحمد أبو دهمان كان شديد التواضع في كل ما حكاه عنها!. شديد التواضع أو يبخس!.
ـ "الحزام" أغنية، أمّا لماذا كُتِبَت بالفرنسية أولًا؟، من اليسار إلى اليمين، ثم من اليمين إلى اليسار؟!. جواب "حزام" هو الجواب: ".. أنْ ترى العالَمْ من طَرَفَيْه"!.