نميمة وهزيمة!
قبل أيام، كنت في جلسة مع ثلاثة أصدقاء، دار الكلام، ولا أدري كيف وصل إلى نقطة محرجة بالنسبة لي، حيث وجدت نفسي مضطرًا لذِكْر اسم كاتب لا أطيقه!.
ـ الحرج كان مضاعَفًا، ذلك لأنني كثير الحرص، والترديد بفخر يبدو مصطنعًا أحيانًا، بعدم قبولي للإساءة إلى أيّ أحد، وبضرورة أنْ يكون انتقاء الأحاديث خاليًا من الأسماء التي لا نحبّها قدر الإمكان، ثمّ أنّ الاسم المذكور ذائع الصيت هذه الأيام!، وهو لا يكتب ولا يقول تقريبًا إلا خيرًا!، لكنه يقوله بإسلوب وطريقة لم يكتب لي الله هضمهما!.
ـ لا دليل عندي على غطرسته وعنجهيته وفراغه غير إحساسي بذلك!. وكان كل من أصدقائي الثلاثة قدوةً لي في الخلق الكريم والسماحة وحب الناس وتقديرهم، ممّا ضاعف الحرج!.
ـ المهم أنني وجدت نفسي أطرح بتردد خجول اسم ذلك الكاتب الشهير ورأيي فيه!، وكانت المفاجأة: لم أجد في العيون ما ينظر باستغراب لرأيي!.
ـ وحين قلت ـ في محاولة للتراجع أو التخفيف من الكشف ـ: قد أكون مخطئًا!. قاطعني أحدهم: الغريب أنك تظن نفسك مخطئًا، أكمل!. والأغرب أنني اكتشفت أنهم جميعًا يمتلكون نفس الرأي والإحساس تقريبًا!، بل ويظنون أنّ هذا هو الأمر الطبيعي تجاه هذا الكاتب بالذات!.
ـ من حسن حظ هذا الكاتب، أن الجلسة ضمّت أصدقاء لا يمكن للإنسان أنْ يطيل لحظات البغض والاستياء بينهم. لم يأخذ هذا الموضوع أكثر من دقيقة ليتم تغييره، لكن..!
ـ فرحت ثم حزنت لأنني فرحت!. وأعترف: لم يختلط حزني بفرحي!، بقيا منفصلين رغم حضورهما!.
ـ فرحت لأنني وجدت من يناصر إحساسي ويؤيّد رأيي بامتلاكه لنفس الإحساس والرأي، ممّا يعني أنني كنت طبيعيًّا وهو ما كدت أشك فيه أكثر من مرّة!. فرحت لأنني اكتشفت أنّ الناس لا تُخدع بسهولة، وهو أمر كنت أشك فيه كثيرًا، قبل هذه الجلسة!. وحزنت لأنني فرحت!،..
ـ ففي مثل هذه المسرّات شيء خاطئ لا أعرف كلمات محددة لتوصيفه، لكن إحساسي يقول ذلك!، فالانتصار بشعور كارِه، هزيمة أو أدنى!.