آسيا..
ذكريات وآمال
تنطلق اليوم في الشقيقة الإمارات منافسات كأس الأمم الآسيوية في نسختها السابعة عشرة، وهي التي انطلقت أولاً في عام 1956 بهونج كونج، وفاز بها المنتخب الكوري الجنوبي، وحينها كانت تقام البطولة بنظام الدوري، أما مشاركاتنا في هذا الحدث الكروي الأبرز على مستوى القارة؛ فجاءت متأخرة بعض الشيء.
فعلى الرغم من أن الاتحاد السعودي لكرة القدم انضم للاتحاد الآسيوي في عام 1956، أي سنة انطلاق البطولة، إلا أن المشاركة في كأس أمم آسيا بدأت بعد نحو عشرين عامًا، حيث انطلق الأخضر آسيويًّا في النسخة السادسة بتصفيات عام 1976، ولكنه انسحب رغم أنه تأهل وصيفًا للعراق عن المجموعة الثانية، بينما جاءت المشاركة في النهائيات لأول مرة في عام 1984 في النسخة الثامنة التي استضافتها سنغافورة.
والواقع أن سجل المنتخب السعودي في بطولة القارة الأكبر في العالم مشرف، رغم تأخره في الالتحاق بها، حيث حقق اللقب في أول مشاركة له في النهائيات بعد الفوز على الصين بهدفين نظيفين، ثم أعاد الكرة في المشاركة الثانية التي أقيمت في قطر عام 1988، إثر التغلب على كوريا الجنوبية بالركلات الترجيحية. أما اللقب الآسيوي الثالث فكان في عام 1996 في الإمارات الشقيقة التي خسرت أمامنا أيضًا بالركلات الترجيحية، كذلك المنتخب السعودي حل في الوصافة ثلاث مرات كانت في أعوام 1992 في اليابان، وهي التي فازت باللقب، و2000 في لبنان واليابان أيضًا فازت بالمركز الأول، و2007 في إندونيسيا حينما تمكن المنتخب العراقي من الفوز بالبطولة.
إلا أن المنتخب السعودي بعد ذلك وعلى مدى عقد ونيف من الزمان لم يسجل أي حضور يلامس تطلعات الجماهير السعودية، والأمل في أن يعود لنا الأخضر بطلاً في الإمارات وهو مؤهل عطفًا على العطاء الذي قدمه في نهائيات كأس العالم قبل أشهر بقيادة بيتزي، الذي أثبت أنه مدرب صاحب لمسة فنية تتناسب مع قدرات اللاعبين السعوديين، وإذا كانت هناك ملاحظة فهي تتجسد في عدم وجود سوى الصيعري كمهاجم تقليدي، بينما إذا لعب المولد كمهاجم صريح فسوف نخسر فاعليته في الأطراف.
والله أسأل التوفيق لمنتخبنا الوطني في هذه المهمة، التي أجزم بأنها لن تكون سهلة، ولكن تبقى ثقتنا كبيرة في صقورنا الخضر لإعادة الأمجاد والذكريات الجميلة التي تربطنا بهذه البطولة العزيزة علينا.