يا مراحب يا مراحب!
ـ نحن الشعراء، نظل نحلم بزائرات المتنبّي، وغالبًا، لا يحصل معظمنا إلّا على زائرته الوحيدة التي لا نريدها: الحمّى!.
ـ ولأنني من النوع الذي يكابر ويعاند في مسألة المرض، فلا يجتمع له مع التكاسل إلا التعب والإرهاق مما يعجزه أكثر عن الذهاب إلى الطبيب في الوقت ما بعد المناسب بقليل!، فقد انتظرت إلى أن ارتفعت درجة الحرارة إلى ما فوق الأربعين بعلامة!.
ـ .. إلى المستشفى، وعلى السرير الأبيض قضيت سبع ساعات تقريبًا، ساعتين منها على الأقل في هذيان عجيب الخلط، أدري أنني أهذي ولكنني لا أقدر على التوقف، والأعجب أنني كنت أجد لذّةً ومتعةً وراحةً في هذه الالتقاطات الغرائبية العجيبة!.
ـ أتذكر أنني، وأكثر من مرّة، رددت بيت شعر لفهد دوحان: "أتركه وآصدّ عنّه واقول انّه يتوب.. لكن ان طوّل فراقه على القلب يهبا"!.
ـ وفي كل مرّة أجدني مع مناحي القحطاني وغازي العكشان نشرب قهوة، أو "كوكتيل مشكل"، في فندق المنصور أو في الثمامة!.
ـ ورغم أن هذه ذكريات قديمة، إلا أننا نضحك على حكاية حدثت قبل أيام وانتشرت: السارق الذي حين نجح في السرقة سُرِقتْ سيارته!، ثم وهو في حالة الصدمة، نهب سارق آخر ما في يده من مسروقات، وفي السجن، دوّى بحكمته: "إن الإجرام في هذه الأيام مرتفع لدرجة أنه عندما تخرج لتسرق أحدًا ما، تعود في النهاية أفقر مما كنت"!.
ـ بعض "سويلفات" الهذيان يصعب ذكرها الآن، نستبدلها بهذيان ما بعد الصحو:
ـ لا "تستقلّ" حالك، ولا تستغل أحوالك!
ـ لماذا يعاملوننا كأطفال عندما يقررون منحنا جوائز في برامج المسابقات: "يا مراحب يا مراحب ياللي فيكم القلب دايب"!.
ـ ليس هناك مريض لا يشعر بالوحدة، ولو اجتمع حوله الناس، الإنفلونزا وحدها كافية لمنح هذا الشعور المرعب!.