ملعب الجامعة.. تساؤلات حائرة
لا أعتقد أن ميول مدير جامعة الملك سعود الهلالية ـ كما أشيع ـ لعبت دورًا في تخصيص ملعب الجامعة، الذي شيد في عام 2015 بمساحة استيعابية تقدر بنحو 25 ألف متفرج، بقيمة بلغت 215 مليون ريال لنادي الهلال، فاستثمار الملعب مشروع طرح في مناقصة وفاز بها الهلال عبر شريكه الاستراتيجي ومسوقه الحصري شركة صلة، ثم جاءت مباركة رئيس الهيئة السابق، وبذلك أصبح ملعب الجامعة هلاليًّا.
ولكن قبل ذلك كله أتساءل: ما الهدف من وراء تشييد الملعب؟ منطقيًّا لقد كان الهدف من بناء الملعب ليس الاستثمار، وإنما شيد لاحتضان الأنشطة الرياضية الطلابية، ولم يمض عام ونيف على تشييده، إلا أصبح مخصصًا لاستخدام الهلال! ولعل ما لفت انتباهي آنذاك أن النصراويين لم يحتجوا ولم يبدوا أي امتعاض من تخصيص ملعب الجامعة الذي من المفترض أنه أنشئ ليزاول فيه الطلاب بمختلف ميولهم سواء كانوا هلاليين أو نصراويين أو شبابيين أو غيرهم نشاطهم الرياضي عليه.
وفي المقابل فإنني أحيي الفكر الاستثماري الهلالي الذي كان سباقًا، واتخذ خطوة رائدة في استثمار الملاعب الرياضية، ولكن ماذا إذا احتاج هذا الملعب إلى صيانة أين سيلعب الهلال؟ بالتأكيد في أحد الملعبين إما الدرة أو الملز كما حدث في نهاية العام الماضي، وهنا تلوح في الأفق تساؤلات أخرى: لماذا ملعبا العاصمة الرئيسان ليسا جاهزين؟ ومن المسؤول وراء ذلك؟ ولماذا لم يساءل ويحاسب؟
عمومًا فلقد أصدرت لجنة المسابقات أخيرًا قرارها بهذا الشأن والقاضي بنقل مباراة النصر وأحد إلى المجمعة استنادًا إلى الفقرة السابعة من المادة السادسة من لائحة المسابقات والبطولات، التي تخول الجهة المنظمة بمنع إقامة أي مباراة على أي ملعب لأسباب الأمن والسلامة، ولكنها لا تخولها بنقل المباريات كما أن مفهوم الأرض المحايدة يتنافى مع المعطيات، ولكن أيضًا هنا تلوح تساؤلات جديدة: ماذا عن المباريات المقبلة؟ وماذا عن فريق الشباب؟ وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟
شخصيًّا كنت أتمنى في ظل هذا التراشق الكلامي والإعلامي ولغة التحدي بين الهلال والنصر مؤخرًا، ونبرة التصعيد التي لا تخدم رياضة الوطن، أن تكون إدارة الهلال سباقة إلى تهدئة العاصفة، وأن ترحب باستضافة مباريات النصر والشباب في محيط الرعب لتكون مبادرة تحسب لها. وأختم بأمنياتي الصادقة للعملاقين النصر والهلال بالتوفيق.