تركي الحمد: تداعيات حادث سير!
في طريقه إلى معرض الكتاب في القاهرة، تعرّض الدكتور تركي الحمد لحادث سير، لم يكن بسيطًا، لكن الله سبحانه قدّر ولطف، له الحمد والفضل والمنّة..
ـ حادث سير لمفكّر سعودي كبير. وعلى الفور تحرّك وطنه بجديّة وسرعة والتزام، طائرة إخلاء طبي، واهتمام حكومي على أعلى مستوى، ودعوات الناس له بالشفاء والسلامة.
ـ عدد من الناس ظلّ على يباسه الأول وفظاظته المكبوتة الكابتة، ومن بعيد أو من قريب راح يتشفّى ويحتفي، حاشرًا مسألة الحادث في عجائب قدرة الله على عقاب من يخالفهم الرأي!.
ـ التفاعل الإيجابي الكبير، المُشعّ بحميميّة، والباعث برسائل شكر ومحبة وامتنان وتقدير للمفكّر الفخم الدكتور تركي الحمد، حكاية تشرح الصدر، وتجبر الكسر. أثَرُ الحديث خفف آثار الحادث!.
ـ وأرسل المفكّر الفخم للجميع رسالة صوتية: "أشكر كل من اعتنى بي، سواء في مصر أو في المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان، وسفير المملكة في مصر أسامة نقلي،..، أشكر طاقم الرحلات الذي اعتنى بي تمامًا، ما جعلني أفتخر بأنني أنتمي لهذا البلد،..، الحادثة بيّنت لي حب الناس وتقديرهم".
ـ حدث هذا، ويحدث، في زمن الرؤية، تلك القفزة الحضارية عظيمة الجسارة، هائلة الطّاقة، التي قام بها المجدّد العظيم محمد بن سلمان. ليست الرؤية أرقامًا بنكيّة ولا اقتصادًا فحسب، بل هي، وهذا أعظم ما فيها، فتح جديد لتدفّق المشاعر، وقبول الآخر، ومحبته، ومحاورته بأدب ولطف وتفهّم، إنها التسامح الرحب، مقرونًا بالعمل المنفتح على الحياة والفاتح لها!.
ـ لا أدري لماذا، ومع كل هذه البهجة من أثر التفاعل الطيب القلق على صحة الدكتور تركي الحمد الداعي له بالسلامة والأجر، تذكرت حادثة حزينة وما تبعها من تهكّمات سخيفة وشماتة بذيئة، واقتناص غبي أحمق لما نُظِر إليه وقتها على أنه حِكَمٌ وعِظات: تذكّرت موت طلال مدّاح!.
ـ وقتها، كنّا نحن أحبته، نتهامس دون قدرةٍ كبيرة على البوح: كم كان مشهد موته أسطوريًّا، مُشعًّا وراقيًا على ما به من فاجعات حزن!. اليوم فقط يمكننا إعادة قراءة المشهد:
"وقف خمسين عام استاذ للمعشب وطاح استاذ..
وظلّت ريشة الطير فـ يده خضرا ومبتلّه"!