شتان بين
بيتزي وبيليتش
التقيت قبل يومين مصادفة بصاحب الخلق الدمث والمخلص دوماً لناديه اللواء محمد بن داخل، رئيس نادي الاتحاد السابق، ودار بيننا حديث مفعم بالشجون، تمحور بالتأكيد حول الاتحاد ماضياً وحاضراً، فتحسف على قرارات اتخذها خلال فترة رئاسته، ورفض فكرة الاستغناء عن بيليتش في الوقت الراهن حرصاً على الاستقرار، مشيراً إلى أن الفريق بات أفضل من ذي قبل ولا يحتاج إلى هزة فنية تزعزع استقراره.
شخصياً أحترم رأي أبو طلال المبني على خبرة عريضة، وإن كنت أختلف معه في الرأي، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ـ كما يقولون ـ فالمدرب بتجرد لم يضف أي شيء للفريق الاتحادي الذي بات يسابق الزمن والخناق يضيق، وبالتالي أرى أن لقاء الرائد من المفترض أن يكون آخر فرصة لبيليتش، فإن لم ينتصر يجب أن تتخذ إدارة لؤي ناظر قرارها بالاستغناء عنه وإيجاد البديل المناسب والذي يتمتع بخبرة في المنافسات المحلية، ولديه رصيد معرفي بالأجواء الاتحادية اختصارا للوقت وبهذه المواصفات لا أجد في الوقت الراهن أنسب من سييرا.
ويمتد الحديث عن المدربين إلى قرار الاستغناء عن بيتزي الذي صدر عن الاتحاد السعودي لكرة القدم أخيراً والذي في رأيي المتواضع أراه خاطئاً وسوف نندم عليه كما ندمنا من قبل على قرار الاستغناء عن مارفيك، فمنتخبنا مع الأرجنتيني وعلى الرغم من أن النتائج إجمالاً لم تلامس التطلعات، إلا أنه قدم مستويات راقية وكانت لمسة المدرب واضحة على أداء الأخضر، ولكن في النهاية كما يقولون الجود من الموجود، فدورينا بلا مهاجمين ومدافعين سعوديين يعتمد عليهم، ثم نلقي باللائمة على بيتزي، ونحن من لم يساعده، بل وحتى عجزنا عن إزالة العقبات أمامه حتى تلك التي تتعلق بمشاركة المواليد مع المنتخب ونرفض التجنيس فكأننا نكبل الرجل ونرميه في الماء ثم نطلب منه أن ينجو.
وبما أن القرار اتخذ فإنني أتمنى التريث وعدم إبرام عقد مع أي مدرب إلا بعد دراسة مستفيضة لاحتياجاتنا وأهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية، فكثرة تغيير المدربين أمر ينال من مسموعاتنا الرياضية ولا يخدم المنتخب، وكل ما أتمناه في هذا الصدد ألا يتم التعاقد مع أسماء كبيرة، فلقد أثبتت التجربة فشل هذا التوجه، والله أسأل التوفيق لمنتخبنا في القادم من المشاركات.