عدْوى!
كل المشاعر مُعْدِيَة، فاعرف من تُصاحِب ومن تُجالِس!. وحتى حين تنفرد بنفسك، اعرف كيف تُصاحبها!.
ـ الحب، البُغض، الحماسة، الانهزاميّة، شحذ الهمّة المتواصل، رمي اللوم على الآخرين والظروف والزمن، المواجهة وقبول التحدّيات، الهروب والخنوع، الخيلاء والكبر، الفروسية والتواضع، كل المشاعر مُعْدِيَة!.
ـ أنت لو سألتَ أهل المُنكر، مدمني المخدرات، لوجدتهم يظنون أن الناس، كل الناس تقريبًا، أهل هلوسةٍ ووخْز إبَر!. ولما نظروا إليك إلا على أنك نشاز، به من الغباء والحمق والجهل وقلة الدراية ما يقوده إلى أسئلة ساذجة، حقيقة أجوبتها أوضح من عين الشمس!. هذا بالرغم من أنهم لم يروا الشمس منذ زمن بعيد!.
ـ ولو سألتَ أهل الصحة والرياضة والنشاط والاستقامة والنجاح، لما وجدتَ عندهم من الإجابات أكثر مما يُثبت أن الدنيا حلوة وبخير، يعرضون عليك من أمثلة التفوق ما لا يُعدّ ولا يُحصى، فلا تظنّ إلا أنّ الفشل والتّرهل استثناءات لا تُذكر، فإن ذُكِرَتْ فلتأكيد ما سواها، وأنّ ما سواها هو الأصل والفصل والقاعدة!.
ـ صاحِب من يُشابكون أصابعهم ويفرقعونها، ولسوف تُشابك أصابعك وتُفرقعها!. ثم تجد نفسك تقول ما يقولون، تتحسّر مثلهم، وتلوم بالعبارات نفسها وتعتب كما يعتبون، وتظل مثلهم جالسًا، تُكرر شبك أصابعك العشر بعضها ببعض وتطرقعها!.
ـ صاحب أهل الهمّة والنشاط والحماسة، ولسوف يتفتق ذهنك عن عجائب، ويستبد بك نشاط، وتشتعل حيويّة تضيء دربك ودرب من معك. جاور السعيد تسعد!.
ـ بل وانظر في نفسك!. أنت فيما لو أحطت نفسك برأي، حول أحدهم، تعيد الرأي وتكرره إلى أن يتكاثر، وما أن يتكاثر حتى يغلبك، ويُخضعك إليه!.
ـ لو ظللتَ تقول: فلان سيّئ، بشع، رديئ. فلسوف يتضخم البغض في صدرك له، وتتعاظم البشاعة، تظنها فيه وهي في صدرك!.
ـ ولو أكثرت من قول نقيض هذا الكلام لزادت المحبة وصار صدرك واحةً!. ولو وازنتَ لأنصفت نفسك قبل إنصاف غيرك!. فانظر إلى نفسك، وما تجمع من آراء وكلمات وتعابير!. كن خير صاحبٍ وجليسٍ لذاتك!.
ـ الكلمات مثل الناس، تؤثِّر فيها الصحبة، يجمّل بعضها بعضًا، ويقبّح بعضها بعضًا!.
ـ كاد صاحب القول أن يقول: اتبع القياديّ تصير قائدًا. قُدِ التّابع تصير تابعًا!.