إنّما يتلفّتُ المذعور!
ـ لو لم يكن لك من الاقتحام غير رغبة شبحيّة، فإنها أجمل وأنبل من كل تلك المخاوِف والتردّدات، وإنْ بدَت لك الطِّيبة في نظَرات عيونها، ومهما حَكُوا لك عن ملائكيّة أجنحتها وأحضانها!.
ـ الذي يُعجب بشيء، أو يحبّه، فقط لأن الناس معجبون به ويحبّونه، هذا إمّعة، أو ضعيف، أو جاهل!. لكنه على أيّة حال ليس حقيرًا ولا وضيعًا بالضرورة!. الحقير والوضيع هو ذلك الذي يُعجب بالشيء ويُحبّه، لكنه يكرهه ويزدريه بالشتائم فقط لأن الناس يكرهونه ويزدرونه!.
ـ قلّة الحياء لا علاقة لها بخفّة الدّم. إنْ هي دلّت على شيء فإنما تدلّ على أن صاحبها بلا دم أصلًا!.
ـ ليست الذكرى من التلفّت!. الذكرى الطّيبة نظرةٌ إلى الأمام. إنّما يتلفّت الخاسر والمذعور!.
ـ لولا غرابتها لتجاسرتُ وقلتُ إنها نصيحة. أستثني من الأمر الوَالِدَيْنِ وأكتب:
ـ إنْ كان لديك من الناس من تحبّه ولا تريد ولا تطيق فراقه، وكان من طبْع هذا المحبوب أنه سريع الغضب كثير الزعل واللوم والعتاب، لا يقدر ولا يريد تغييره!،
فإن من الحلول التي أحسبها ذكيّة وفطِنَة، أن تتصنّع له بين فترةٍ وأخرى، ما يُشبه الأخطاء والهفوات الصغيرة جدًّا، والقابلة بسهولة للتسامح معها!.
ـ ابتكرها بذكاء وحرص ومهارة، لتتيح له فرصة “الزعل” البسيط، والغضب الخفيف، الذي ما إن تُلحقه سريعًا باعتذارٍ لطيف أو توضيحٍ بمودّةٍ مُهذّبة اللفظ، حتى ينال الرّضا والقبول والصفح الضحوك!.
ـ اصطنع الزّلات الخفيفة، واعتذر عنها سريعًا!. افعل ذلك محبّةً، وحفظًا للودّ وتمسّكًا في القُرب!.
ـ أنتَ ما لم تفعل، فستضطرّه إلى غضبٍ لا مُبرّر له يُقلّل من شأنه، وعلى “زعلٍ” لا يعود إلى الرِّضا بغير انكسار أحدكما!، وعلى كلمات عتبٍ وملامٍ يقولها دون وجود أصلٍ يُستنَدُ إليه مما يقلّل من وقاره وهيبته أمام نفسه وأمامك!.
ـ أوجد له الزّلّة، طُعْمًا وتطعيمًا!. أوجدها خفيفةً ظريفةً عفيفةً، متبوعةً بلطائف التبرير والاعتذار وطلب الصفح، بذلك تمنحه فرصة الاستراحة إلى طبعه وسليقته!، والرِّضا عن كرم نفسه بقبوله الاعتذار منك!، وتُخلِّص نفسك من مصيبة اللاأعذار عن اللاأخطاء!.