احذر
ممّن عيبه طيبة قلبه!
ما أفقره!، ذلك الذي رزقه الله وأغناه، فما كان منه إلّا أن أدخل أطيب الطعام وأحسن الأثاث إلى قلب بيته، ثم لم يفعل مثل ذلك في بيت قلبه!.
ـ لولا النسيان، لما وسِعنا أن نخلو بأحبتنا في ذكرى!. لو أننا تذكّرنا كل ما مضى وما جرى وما حدث، لما أُنصِفت ساعة طيبٍ ولحظة بهجة ولأجحفنا بحق مواقف النخوة والشهامة والكرم!.
ـ احذر كل من يقول لك أن عيبه: طيبة قلبه ونقاء سريرته وحسن نواياه وصدقه!. هذا إمّا أنه يكذب!. وإمّا أنه يجهل بسفاهةٍ معاني الكلمات التي يقولها!. وثالث الـ”إمّات” كارثة الكوارث!، إمّا يكذب وإمّا يجهل، وإمّا أنه صادق، لكنه بهذا ينتقص ويشتم ويزدري ويهين ويعيب أجمل ما فيه!. إنسان يفعل ذلك في أجمل ما فيه، لك أن تتخيّل ما الذي يمكنه أن يجعل في أجمل ما فيك!.
ـ ما مِن غاضِبٍ إلّا وهو أعمى أو ضعيف بَصَر!. كأنّ رؤية الصورة كاملة والمشهد تامًّا حُرِّمَتْ عليه!. ولعلّه كان غاضبًا لحظتها، ذلك الذي قال إن الحُبّ أعمى!. رماهُ بدائه وانسلّ!.
ـ تعرف الأشجار أن المناشير ما دُبِّبَتْ أسنانها ونُحِتَتْ لخير!. ولكنك لو سألت الفؤوس والمناشير والمسامير، لاشتكت لك قسوة الشجر والحائط والخشب أيضًا!، ولأطالت في ذِكْر عدم تفهّمها لها وتعاونها معها!، وأنّها ما صارت إلى ما صارت إليه لخير!.
ـ لعلّ النجوم البعيدة تُحسِن الظنّ في كوكبنا أيضًا!. لعلّ من عليها ويرانا الآن يظن أن الأرض تحفظ الأسرار!.
ـ سمِّهِ مُغرِّدًا، ولا تُقسم على ذلك ولا تجزم به!. انتظر إلى أن “يتكالب” جَمْعٌ، فإنّ بقي مُغرِّدًا فهو كذلك، وإن “نبح” مع من “تكالبوا”، عرفتَ من هو حقًّا!.