«مورينيو» محاولة جديدة
عندما تكثر المحاولات تتولد الأخطاء، وعندما تتكرر الأخطاء يحضر الفشل، كرة القدم "كيمياء" تفاعل عدة عناصر مع بعضها؛ لذا لا بد أن نستوعب أن من ينجح بمكان ليس شرطًا نجاحه بآخر، والعكس لاعبًا مدربًا إداريًّا رئيسًا...
لذلك متى ما نجحت كرة القدم بصياغة مكوناتها بشكل تفاعلي، فمن المهم الحفاظ على هذا المكون الإيجابي أطول فترة ممكنة، "زيدان رونالدو ومدريد" كانت كيمياء إيجابية تفاعلية، سقوط اثنين من مكون السنتياجو برنابيو أحدث صدمة للفريق وسقطة لبيريز الذي باءت محاولاته بالفشل، وآخرها مع سولاري ومدريد، فاضت الروح منه بمغادرة هذين الاثنين! عندما نطمر جرحًا لم يعالج فإن هذا الجرح يكون عرضة للنبش، وما أسوأه من نبش على يد الغريم التقليدي الذي يريد السيطرة على كل شيء ويحاول الرقص على جثة مدريد محليًّا بأكثر من جانب، إقصاء مدريد عن بطولة كأس الملك والهزيمة الثلاثية موجعة بثنائية سواريز ورصاصة فاران الصديقة، فاران الذي لم تأته المصائب فرادى بهدف بمرماه وإصابة، لعب مدريد وكسب برشلونة بكلاسيكو الثأر والروح الشريرة التي صالت وجالت بالسنتياجو برنابيو بلا رحمة وتلبست خيالات ميسي لهزيمة كل روح بيضاء، البرغوث لم يقدم الكثير إيابًا إلا أنه كان "كالشقيقة" الصداع النصفي لمدريد! كل مدريدي يدرك معنى رحيل رجل يصنع الفرص لا يترجمها فقط، رجل يتشرف أي لاعب "بخدمته" لأنه يضيف أبعادًا استثنائية لهذه الفرص ويترجمها لأهداف، لكنه يعيش بتورينو الآن سولار يحاول تغطية غياب الدون بوضع بن زيمة قائدًا للهجوم، بن زيمة أطلق أجنحة إضافية للهجوم، وقال: "أشعر بأنني أطير الآن" وهو هداف مدريد حاليًا، لكنه لا يقود وجبة هجومية حتى الإشباع كما كان يفعل رونالدو، مدريد فقد شهيته الهجومية منذ رحيله فقد أفضل هداف بتاريخه هذا الموسم. وسولاري لا يزال يخوض بمعمعة كيفية إنهاء الهجمة التي يرى بأنها شيء يمكن تحسينه بمرور الوقت. لقد حان وقت "السبيشالون" توقيت العمل والروح الجديدة، "مورينيو" ليس جديدًا على مدريد لكنه يملك نضجًا فنيًّا سيضيف لمدريد أبعادًا جديدة من بعد تجربتين بإنجلترا مع تشيلسي/ المان يونايتيد التجارب تصقل الإنسان من الداخل وتزيده عمقًا، ومورينيو يملك أدوات جديدة ويراهن على نجاحها مع مدريد، "هازارد" عربون ارتباط جديد مع الميرينجي، نقلب الصفحة، برشلونة يسيطر، الزمن يمضي، الذكريات تعود، الماضي لا يعود،"مورينيو" محاولة جديدة.