لماذا
نحتج؟
الاحتجاج ليس صفة خاصة بالبشر، ولا يعني أن كل من يحتج رأيه الصواب، حتى إبليس احتج في الاعتراض على سجود الملائكة لآدم عليه السلام:
“قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين”.
ما أريد أن أصل إليه، أنه ليس كل من يحتج هو مظلوم، والمحتج عليه ظالم، قد يكون العكس صحيحاً، لكن يحاول المحتج أن ينال شيئاً لا يستحقه.
حياتنا كلها احتجاجات من المهد إلى اللحد، وأنت طفل تبكي محتجاً لتعبر عن شعورك بالجوع أو المرض، وفي المدرسة تبرر فشلك في الاختبار بسبب صعوبة الأسئلة واحتجاجك على المعلم، حتى في بيوتنا كل فرد من الأسرة يقدم عريضة احتجاج على أشياء كثيرة.
طبيعة الإنسان هكذا يشعر بأن الحق معه دائماً، وعندما لا يحصل عليه يحتج على أمل أن يرد حقه المسلوب حسب اعتقاده.
وفي الرياضة السعودية لا حديث اليوم إلا عن احتجاجات الأندية المستمرة على بعضها بعضاً، ما يكشف الأمية القانونية في الأندية، هذا الجهل في اللوائح والأنظمة يكشف الخلل الكبير في الأندية.
الشيء الملموس في الرياضة السعودية أن التعامل مع احتجاجات الأندية على حسب ميولنا عندما يحتج النادي الذي أشجعه أجزم بأنه على الحق ويجب أن يقبل احتجاجه، وفي قضية مشابهة لنادٍ منافس يتغير الرأي وأشكك في صحته.
لا يبقى إلا أن أقول:
الخبير في لوائح كرة القدم علي عباس يقول:
“في القانون دائما هنالك الرأي الراجح والرأي الضعيف، ولكن تبقى كلها آراء.
القانون جزء من العلوم البشرية تقتضي اختلاف التأويل والرأي، لا وجود لحقيقة قانونية واحدة، ولو كان الأمر كذلك لكانت هنالك درجة واحدة من التقاضي، ولكن لاختلاف التأويل وجدت لجنة الاستئناف ومركز التحكيم ودولياً “فيفا” ومحكمة “كاس”.
المشكلة أن البعض يتعصب لرأيه القانوني ويجرح في غيره، والمفروض أن يقبل الرأي المخالف ولو كان ضعيف المبنى”.
المقصد هنا ليس شرطاً أن احتجاج أي ناد سوف يقبل من اللجان القضائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى لو امتلك النادي مبررات قوية لأن تفسير اللوائح يخضع للتأويل، ما يجعل الرأي القانوني مختلفاً.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
هل جهل الأندية باللوائح والأنظمة سبب استمرار الاحتجاجات؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.