ما بعد
الاحتكار
انتهى زمن أن تأخذ حقك بيدك أو علو صوتك، لا شيء غير القانون يمنحك حقوقك.
بدون أدنى شك أن سلك الطرق القانونية ليس بالأمر السهل، ولن يكون الطريق معبداً لكي تحقق هدفك، القضايا القانونية تحتاج النفس الطويل وسعة الصدر عليك أن تصبر ولا تستعجل النتائج.
نحن اليوم في السعودية نعيش تجربة حقيقية لقيمة القانون في تصحيح مسار أي خلل، وفقاً للخبر المنشور في صحيفة الرياضية نصه:
"أعلن اتحاد القدم السعودي عن تلقيه خطاباً من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يفيد بإلغاء احتكار قنوات beIN sport لمباريات ومسابقات القارة الآسيوية في السعودية.
وبين اتحاد القدم أنه بناء على الخطاب فقد تم اتخاذ قرار بإلغاء احتكار جميع منافسات الاتحاد الآسيوي لصالح قنوات beIN sport وسيتم البدء في بث هذه المباريات داخل السعودية عبر منصات الاتحاد الآسيوي بصورة تدريجية".
هذا القرار من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يجعل كثيرًا من الأسئلة تقفز إلى مخيلتنا، ويولد كثيرًا من الاستفهامات:
لماذا إلغاء الاحتكار؟ كيف السعودية كسبت القضية؟ ما السبب؟
حتى لا تسكنك الحيرة هذا باختصار عن ما حدث:
"وجاء قرار الاتحاد الآسيوي، بناءً على ما اطلع عليه من مخاطبات وأسباب قانونية تضمنت عدم قانونية بث beIN sport في السعودية، وللمخالفات القانونية والنظامية الجسيمة التي ارتكبتها وعدم قدرتها على استخراج التراخيص اللازمة للوفاء بالتزاماتها تجاه نقل مسابقات الاتحاد الآسيوي للمتابعين والمشاهدين في السعودية".
لا يبقى إلا أن أقول:
ما حدث من منجز في هذا الانتصار القانوني لا يمكن نسبته لشخص بعينه، بل هو عمل مؤسسي من فترة طويلة وقف عليه رجال مخلصون من هذا الوطن، يعملون بصمت في هذا الملف في تعاون مثمر ما بين جهات عديدة.
الشيء المهم، المشاهد السعودي ينتظر ما بعد إلغاء الاحتكار أن نشبع شغفه بنقل تلفزيوني احترافي يتفوق في الجودة والمهنية على الناقل السابق.
إلغاء الاحتكار خطوة مهمة، لكن الأهم أن ننجح في النقل التلفزيوني لأن المشاهد السعودي لن يصمت على أي خلل.
قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل:
هل نستطيع إشباع شغف المشاهد السعودي بعد إلغاء الاحتكار؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.