هي جاءت
عليك يا جريشة
فاجأ الحكم المصري جهاد جريشة الوسط الإعلامي العربي بحديثه الغريب، الذي تعامل معه الاتحاد العربي لكرة القدم، ومدير البطولة، وبعض مدعي المثالية والحياد على مبدأ “لا أرى لا أسمع لا أتكلم”، وذلك بعد أن تم إلغاء تكليفه “يا عيني” بقيادة مباراة الهلال والأهلي في الدور ربع النهائي لكأس الشيخ زايد للأندية العربية الأبطال.
وقال الحكم، الذي ألغيت مشاركته: بلَّغوني بعدم السفر إلى الرياض لقيادة المباراة بعد أن طالبوا الإخوان في الاتحاد العربي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدم تكليف الحكم جهاد بأي مباراة في التوقيت نفسه”. وهذا الكلام كله عادي ومعقول “بس يا ريت قلنا جريشة مين يلي طلب ومين يلي ألغى هذا الطلب”، وجاء بحكم لا يملك إلا الركض فقط، ولا أتصور بأنه مارس لعبة كرة القدم، واتضح ذلك من ذهابه إلى حكم الـ “فار”، أو عدم ذهابه، فهذا الخروج والعودة من الملعب لا يأتي بالاستدعاء فقط من قبل الجهاز الموجود في وسط الملعب، وإنما يأتي بالشك من الحكم نفسه الذي يُفترض أنه يدرك الكثير من المكر الكروي، ولعل ضربة مدافع نادي الهلال الإسباني بوتيا بكوعه مهاجم النادي الأهلي عمر السومة أكبر دليل واقعي على أن هذا الحكم ضعيف الحيلة.
وختمها هذا الحكم، الذي أساء إلى مستوى حكام كرة القدم في دولة الإمارات، وعلى رأسهم الحكم الدولي السابق علي بوجسيم، بعدم احتسابه ركلة جزاء واضحةٌ للاعبي الأزقَّة قبل حكامٍ يحملون شعار فيفا، كون المدافع ياسر الشهراني دفع المقهوي من الخلف. وفي الجانب الإعلامي، تغيَّرت سياسة قناة أبو ظبي الرياضية، التي كانت نموذجًا للحياد والبحث عن الحقيقة من خلال برنامج “خط الستة” بعد أن شكاها وقاطعها الهلاليون “أبًا عن جد”، وإدارة تلو الأخرى، وخلال سنوات كثيرة إبان إشراف الإعلامي الفذ محمد نجيب، لذا شاهدنا عقب المباراة استوديو تحليليًّا أقرب إلى أن يكون برنامج “بابا فرحان” أكثر من كونه تحليلًا واقعيًّا ومنطقيًّا لأحداث واضحة، شاهدها الجميع من خلال إعادة اللقطات أكثر من مرة، والسبب في عدم حياد هذا الاستوديو، أن الحكم إماراتي، والأدهى والأمر، أن المحلل حاول أن يُقنع نفسه بأن لعبة كرة القدم فيها تدافع، ونسي ما فعله بالفرق في الإمارات وخارجها. مبارك الفوز للهلال، ومن جديد حظًّا أوفر للأهلي وجميع الفرق المنافسة للهلال.