سيرة
وانفتحت
تابعت لقاء البلطان في كورة ولم أخرج بجديد منه سوى الأنا الطاغية التي اختزلت الشباب في شخصه، إذا حضر حضر وإذا غاب غاب..
عرفنا الشباب بطلاً مع ابن جمعة وابن سعد وما حققاه يفوق ما حققه البلطان لولا أنهما لم يفكرا في قروبات كان أحدها الكابوس على يد رئيس لقنه الدروس.
“يدعي” البلطان أن احترام النصر سببه احترام “السويلم” للشباب وليس درس اعتذار سابق في قلب نادي النصر، أما احترام الهلال فسببه منصة وعقال.
يقول البلطان لا يقلل منك إلا من يخافك وهو ما يفسر تكرار تقليله من الأهلي كدليل إثبات خوف، والحقيقة أنه كلما ابتعد عن الأجواء عاد به الأهلي للأضواء.
لم تسألني عن الانتخابات سؤال يطرحه هو وكأن الثانوية الليلية وفشل الجامعة العربية وضعف الإنجليزية ورفض طلب التزكية من المسؤول آخر الفصول.
لا أريد من أحد ترشيحي نكتة يسردها خبر ولقاء، فأقرب الحلفاء اكتشفوا ما في الخفاء وانقشعت رؤيتهم العمياء، ولقاء رفض فيه الملف ووضع صاحبه على الرف.
اسألوه لماذا يرفض الحديث عن الشباب في مجلسه بعد الاستقالة؟ ولماذا يردد أن جماهيرية الشباب قليلة وإعلامه يجب أن يكبر، إنه التقليل الواضح المشفر.
الرجل ليس شبابيًّا، فمن كان يستقبل الأهلي في المطار القديم وهو يتوشح شاله على صغر، هو ذاته الذي شجع النصر وطمع في كرسي رئاسته على كبر.
الانزعاج واضح من عدم استجابة رؤساء الأهلي له لعلمه أنهم لا يرونه شيئًا، وهو ما اعترف به بأن من نال منه إنما مدرج هو الخصم الذي يهديه الألم ولم يتحرج.
الحديث كان لشخص أتعبته الأنا والتناقض، فمن ادعى فك رموز قضية العويس غاب عن تجديد عقده للشباب خجلاً من قضية السعران، وما صار وكان.
يقول العويران إن تاريخ الرئيس لا يرتق لتاريخ قدم يسار، فكيف لمثله أن يضع قدمًا بين الكبار، هكذا كان “أبو زنيفر” في طاش ما طاش محبًّا للشكاوى والهواش.
البلطان مأمور هو من قال هذا بنفسه، ولا يمكن لكومبارس أن يتقمص دور البطل، وهو لم يأت بجديد فمنذ عرفناه يعيش في الظل والتهميش ليس دائمًا هو الحل.
لم يفوت اللقاء ما كان متوقعًا، فالأهلاويون كانوا ينتظرون رميًا يطال ركبهم، حوار لم يغادر صغيرة حتى باح بالأسرار ونوادر أدب وبعض مغامرات أسد وفار.