الديربي وانعكاسات خطابنا الإعلامي
أخشى أن ينعكس تراجع الطرح وترنح مستوى الخطاب الإعلامي في الوسط الرياضي على ديربي الرياض غداً، والذي ازداد أهمية بتقلص الفارق النقطي بين المتصدر ووصيفه إلى نقتطين فقط، وبات الفائز منهما أقرب لتحقيق لقب بطولة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، فبعد ما شاهدناه من أحداث مؤسفة في لقاء الهلال وأحد، أقول بأن الضغط والشحن النفسي وصل لمرحلة خطيرة على أطلال الخطاب الإعلامي لرؤساء بعض أنديتنا الكبيرة، الذي بلغ مستوى يندى له الجبين، فرئيس النصر يحصر جماهير الشباب في استراحتين ورئيس الشباب يرد بالجاليات ورئيس الهلال يتحدث عن نقص الثقافة الأدبية.
إن الإثارة في الوسط الرياضي مطلب فهي بلا شك تزيد من تفاعل الجماهير وترفع عدد المتابعين وتسحب الأضواء صوب الحدث الرياضي، مما ينعكس إيجاباً على العملية التسويقية وهي محورية في تشغيل النشاط الرياضي، ولكن هناك فرق بين الإثارة والإساءة، فما نشاهده مؤخراً من رؤساء أندية من المفترض أن يكونوا قدوة لأجيال المستقبل لا يليق على الإطلاق، لا يليق بقيادات مؤسسات شبابية هامة، حيث تجاوز طرحهم حد الإثارة ليصل إلى الإساءة والتجريح لأندية لها جماهيرها وغالبيتهم من الشباب الذين في كثير من الأحيان يفتقرون إلى الحكمة ويميلون إلى الاندفاع.
إنني أتمنى في ظل هذا التصعيد غير المحمود أن يضطلع كل رئيس ناد بمسؤوليته، وأن يستشعر دوره كقائد رياضي يضع مصلحة رياضة الوطن فوق كل اعتبار، وأن يعيَ أن كلمة منه قد تؤجج الشارع الرياضي وترفع من حماسة الشباب، فينتج عن ذلك تصرفات مشينة، كما أتمنى من رئيس هيئة الرياضة أن يكون له رأي في الحدث الرياضي، فتفويض الصلاحيات جيد ولكن في بعض الأحيان يحتاج العمل الرياضي إلى قرارات حازمة، وحبذا لو يجتمع الأمير عبد العزيز برئيسي الهلال والنصر قبل انطلاق المباراة، وحثهما على الوصول بالمباراة إلى بر الأمان والتحلي بالأخلاق الرياضية بعيداً عن الفوز والخسارة، فكلاهما وارد في عالم كرة القدم وبنسب متساوية.
لن أكون مثالياً وأقول ألا نتأثر بالخسارة فهي مؤلمة لا سيما وأننا نتحدث عن ديربي ستتضح على إثر نتيجته ملامح بطل الدوري، ولكن ما أجمل أن نرتقي بفكرنا ونبارك للفائز أيا كان، ونقول للخاسر حظاً أوفر، ونفعّل مقولة تقبل لحظات الخسارة كما تزهو بلحظات الفوز.