غبار
الديربي
أشفقت على الهلال أمام الحزم. أحسست بأعراض القولون وأنا أتابع المباراة. مؤلم مشاهدة الهلال على هذا الحال. فريق بطيء ممل مترنح، بالكاد يقوى على الوقوف. أول أعراض الإحباط أن الفريق يُسجَّل في مرماه بسهولة. ثانيها أنه لا يسجل إلا بشق الأنفس. أما أوضح الأعراض فكثرة التمريرات الخاطئة التي استمرت مع الفريق من الصافرة إلى الصافرة.
دخل اللاعبون في موجة إحباط، جعلتهم يفقدون لمستهم الساحرة التي ميَّزت الهلال منذ بداية الموسم. صاحب الرقم ثلاثة يشبه إدواردو، لكنه ليس صاحبنا السابق. كأنه أقصر.. كأن شيئًا كُسر في داخل السوبر تسبَّب في فقدانه مهارته وروحه وقدرته على مساعدة الفريق.
جيوفينكو هو الآخر تحوَّل إلى لاعب عادي.. لم نعد نرى لسانه ولا حتى ابتسامته وأسنانه. انتظرنا أهدافه وتسديداته ومراوغاته دون فائدة. “سيبا” يبلِّغكم الاختفاء، أكمل المباراة دون أن نراه. حتى جوميز أسد الملاعب وممزق الشباك، صاحب الفرحة التي تحوَّلت إلى ظاهرة يقلِّدها الكبار قبل الصغار، انضم إلى قافلة الضياع. أصبح ماكينةً لإضاعة الفرص السهلة. لم يعد يدخل قبل المدافعين ويسجل. دقة التسديد على المرمى تغيَّرت.. عشرة أمتار بعيدًا عن الهدف.
تغيَّر الفريق، وأصبح باهتًا لا يُمتع ولا يُقنع. فقط لاعب واحد بقي واقفًا.. صامدًا يلعب دون النظر إلى الخلف. كاريلو وحده يملك روح الهلال وزُرقته. لا نعرف أن الهلال يلعب إلا إذا تسلَّم أندريه الكرة.
عودة الهلال في مباراة الحزم، والفوز بعد أن كان متأخرًا بهدفين شيءٌ جيد، وقد تكون إحدى علامات رجعة الهلال تدريجيًّا إلى مستواه، لكنَّ الانتكاسة أمرٌ محتمل فالهلال لم يخرج حتى الآن من تداعيات الديربي. الهلال كمَن تعرض لوعكة صحية، يجب أن يتعامل بحذر فما زالت للانتكاسة بقية.
لم يخسر الهلال كل شيء حتى الآن، كل البطولات في الملعب. صحيحٌ أن الدوري صار بعيد المنال، لكنه الهلال، لا ييأس ولا يتحطم. يسقط ويخسر ويقف سريعًا نافضًا غبار الهزيمة لينطلق من جديد في طريق البطولات.
الفريق في حاجة إلى تخطي الديربي في أسرع وقت ممكن. دور الإدارة بدأ الآن. هنا تظهر شخصية الرئيس في بث روح الحماس في الفريق، ونفض غبار الديربي. افعل كل ما تستطيع يا أمير لاحتواء الفريق، فالإحباط ليس صداعًا، ننام قليلًا ونأمل أن يطير.. الإحباط أعمق من ذلك بكثير.