فوساتي وزوران.. من يرحل أولاً
عندما “تتفلسف” وتشعر بأنك الفاهم الوحيد وكل من حولك من مستشارين ومساعدين مجرد ديكور تزين بهم دكة البدلاء، فأنت حتماً ستقع في الخطأ.
العجوز الأوروجوياني فوساتي الذي لا يؤمن بالتقنية في التدريب، ولا يأخذ برأي مساعديه، يسير بالأهلي خطوة للأمام وأخرى للخلف وفي الأخير هو يراوح مكانه.
في لقاءات الأهلي الدورية أو العربية أو الآسيوية التي أشرف فيها على الفريق نجده يكرر نفس الخطأ في الطريقة التي يخوض بها المباريات.
باستثناء مباريات قليلة يتعامل معها بالواقعية والمنطق.
في لقاء الشباب الذي كسبه الأهلي مستوى ونتيجة كان العجوز الأوروجوياني واقعياً وهو يبدأ برأس حربة وحيد ويكثف منطقة الوسط، لهذا ظهر فريقه مختلفاً وقوياً ومتماسكاً. وفي اللقاء الذي يليه أمام بروبوليس الإيراني يعود مجدداً للفلسفة ويبدأ بمهاجمين على حساب الوسط، وعندما شعر أن المباراة “فلتت” من يديه أشرك ثلاثة مهاجمين وفرغ الوسط تماماً، قسم فريقه إلى قسمين: قسم يدافع وآخر يهاجم ومعهما حارس مرمى ووضع بقية لاعبي الوسط إلى جواره في الدكة.
المسألة ليست مكابرة وليست عنادًا بأنني على حق وأنتم على خطأ. كل ما في الأمر إن فوساتي يريد أن يفوز بقناعاته وليس بإمكانيات فريقه، ولذلك سيبقى الأهلي تحت رحمة قناعاته وعناده.
وفي الهلال حزم زوران حقائبه وبات جاهزًا لأن ينهي مغامرة لم تستمر طويلاً مع فريق استلمه متصدرًا وسيسلمه متراجعًا منهكًا وهزيلاً إن لم يشعر بأن لقاءي الفريق المقبلين في الجوهرة هي طرق النجاة وإعادة الثقة التي فقدها في المدرج الهلالي، ومن ثم فقدها لدى إعلامه وقد يفقدها في غرفة تبديل الملابس. إن لم يعد هذه الليلة بنقاط موقعة الجوهرة.
الليلة يدخل الجريحان آسيويًّا الأهلي والهلال معتركًا محليًّا فيه بحث عن مقعد آسيوى للأهلي ومطاردة محلية للهلال. أي خطأ من المدربين قد يكون ثمنه فقدان إحدى ثمار الموسم.
ولهذا على فوساتي وزوران أن يعرفا أن الطريق إلى المطار قد يكون من بوابة الجوهرة.
لأنه لا مجال للخطأ ولا للفلسفة ولا لحرق الأعصاب التي مارسها المدربان خلال لقاءات ماضية.
فاصلة:
ـ فوساتي وزوران مدربا الشتوية في الفريقين يلتقيان الليلة محلياً وبعد ثلاثة أيام يلتقيان عربياً بين اللقاءين أحدهما حتماً سيرحل، لكن السؤال: من منهما سيرحل أولاً.