2019-09-11 | 23:06 مقالات

ديميتري يشخص داء المنتخب

مشاركة الخبر      

مع الأسف، منتخبنا لم يقدم المأمول منه أمام المنتخب اليمني الشقيق، وخرج بتعادل صادم في مستهل مشواره في التصفيات الآسيوية، حيث تأخر، ثم عادل، وتأخر مرة أخرى، ثم عادل.
وفي ذلك دليلٌ واضح على سوء أداء المنتخب الذي بالكاد خرج معه بنقطة وحيدة، وبواقعية الأخضر لم يقدم أي شيء إيحابي يُذكر في المباراة، فمن حيث المستوى كان متواضعًا، والخطوط كانت متباعدة، والتناغم بين العناصر كان مفقودًا، واستراتيجية اللعب لم تكن واضحة، ولمسة المدرب غابت تمامًا، والسيطرة التي أظهرتها أرقام المباراة لمصلحة منتخبنا، كانت وليدة تراجع المنافس وفق إمكاناته، كما أن التشكيل لم يكن الأمثل، ففي تصوري أن كمارا أفضل في المقدمة، وعبد الفتاح عسيري أكثر فاعلية في الوسط الأيمن، وزياد أحسن من الثنائي هوساوي والبليهي، وأي من الحراس البدلاء أكفأ من الحارس الأساسي، أيضًا الإعداد النفسي لم يكن جيدًا، وهو جانب لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى، فالتعالي كان واضحًا في أداء اللاعبين، وظهر جليًّا أنهم كانوا متيقنين من الفوز بسهولة قبل بدء المباراة، حتى التأخر مرتين لم يوقظ فيهم حس استشعار المسؤولية.
ولربما الشيء الإيجابي الوحيد، جاء عبر إرهاصات ما بعد اللقاء من خارج المستطيل الأخضر، والمتجسِّد في إفصاح الفرنسي رينارد عن سبب استبعاد كنو الذي أرجعه إلى عدم انضباطية اللاعب. أقول إيجابي كونه مؤشرًا على عدم التدخل في عمل المدرب، وأنه صاحب القرار، وألَّا مكان للنجم أيًّا كان ما لم يلتزم بالضوابط، وهي عوامل مهمة جدًّا لنجاح المدرب، لكنها غير كافية، فعلى رينارد أن يقدم لنا في المباراة المقبلة عملًا فنيًّا، يقنعنا بأنه يحتاج إلى بعض الوقت لتظهر بصمته.
عمومًا، وأنا أتابع المباراة، تذكرت حديثًا، دار بيني وبين صديقي المدرب الاتحادي السابق ديميتري قبل فترة ليست بالبعيدة، حيث أكد لي أن إشراك ثمانية لاعبين غير سعوديين في الأندية يمثل خطرًا كبيرًا على المنتخب، ستظهر سلبياته بعد "5" سنوات، وذلك أمر منطقي، فصحيحٌ أننا رفعنا من مستوى الدوري السعودي، وهو شيء إيجابي، لكنَّ الثمن في المقابل سيكون باهظًا على حساب المنتخب، وبالفعل بدأت انعكاساته السلبية تظهر في الأفق، فالكرة مزاولة، فإذا لم تزاولها لاعبًا، فبالتأكيد لن تتطور، بل وستفقد مهاراتك شيئًا فشيئًا، لذا أتمنى أن يكون هناك قرارٌ مع نهاية الموسم الجاري، يعيد عدد الأجانب في ملاعبنا إلى ثلاثة وواحد آسيوي، تماشيًا مع نظام الاتحاد الآسيوي.