2019-11-11 | 00:33 مقالات

خالد.. أصبح فقط «تذكار»

مشاركة الخبر      

بـ”شخصية شماغ” جديدة.. وبأسلوب فني فريد.. وبلهجة “نجدية” خالصة.. وبـ”ألبوم” جعل للحب مفتاحاً..
طل خالد عبد الرحمن على الساحة الفنية في أواخر الثمانينيات الميلادية..
ألبومه سجل أعلى المبيعات في المحلات.. كنّا ننتظر بالساعات أمام من أجل الحصول على “الشريط”.. “اليوتيوب نعمة”.. وبعد الانتظار الطويل يخرج صاحب المحل ليقول: “الكمية نفدت تعالوا بكرة”.. في تلك الأيام محظوظ من يحصل على شريط خالد مع صورته هدية.. لم نكن نبتاع ألبوماً واحداً بل اثنين وثلاثة رغم أنه الألبوم ذاته.. لكن حكم المعشوق على العاشق..
لا تسألوني كيف؟.. عند عشاق التسعينيات الإجابة..
تأثير خالد في جيلنا لم يكن سمعياً ووجدانياً فقط بل حتى سلوكياً.. الشباب استبدلوا “الهايلوكس والددسن”.. بـ”القراندي والألتيما”.. “شخصية بنت البكار تحولت إلى الكوبرا.. لبسنا العقال”.. أشرطة بن سعيد وبشير التي ملأت “التكاية” للتوضيح “صندوق من الجلد قيمته لا تتجاوز 20 ريالاً يستخدم لحفظ الأشرطة والمشروبات ومسنداً لليد”.. تبدلت بألبومات خالد..
سطوته الفنية اكتسحت خاصة في المنطقة الوسطى.. ألبوماته في المقدمة يأتي خلفها بقية الفنانين.. نعم كل الفنانين.. أيام شهدتها ولم تروَ لي..
لم يكن الكثير يطلب راشد أو رابح أو عبد المجيد.. فخالد يسبق من كبروه بمراحل رغم أن عمره الفني لا يزال في المهاد مقارنة بالنسبة لهم.. ورأى البعض وقتها أن خالد أفضل من محمد عبده في السامريات..
لم نعرف في ذلك الزمن معنى “فقاعة صابون” لكن من كان يكبرنا عمراً ممن لم يجذبهم خالد كانوا يرددون الجملة علينا كثيراً هم يقصدون أن فنّه سيقف عند ألبومه الأول، لكن ذلك لم يحصل بل كان يزداد توهجاً وشعبيته تتوسع..
من ينسى أعمال خالد الخالدة.. “تقوى الهجر وتذكار وخذني بقايا جروح والعطا وآهات”.. لوحات سطرها شاعراً وملحناً ومؤدياً.. هو الشخص نفسه.. خالد عبد الرحمن..
نجوميته وتألقه وحضوره القوي ولونه الجديد وسامرياته ولهجته النجدية جعلته يأخذ نصيب الأسد في كعكة متابعيّ الفن..
فترة خالد الذهبية لم تتجاوز عشرة أعوام.. لكن الأسئلة التي حيّرت الملايين.. أين خالد أين ذلك الزمان الجميل؟.. ماذا أصاب فنّه؟.. كيف عاد إلى الصفوف الخلفية؟.. جماهيره وأنا أحدهم فقط تبقت لنا ذكراه في تلك الأيام..
خالد يحضر في موسم الرياض في حفلة يوم أمس ويدغدع مشاعرنا بأيامه الذهبية.. يعزف تقوى الهجر.. صداه لم يعد يسمّع كما كان في السابق.. نعم “قوينا لهجر”.. وسنعيش على الـ”تذكار”..
خالد من أجمل الفنانين تعاملاً وخلقاً وذوقاً، كم أتمنى أن يعيد حساباته ويستعيد جماهيريته ويبتعد عن إحياء تاريخ حفظ.. ويعود خالد الفنان بفن لهذا الزمان.. كما فعل بقية الفنانين الذين تشكلوا مع مراحل الزمن.