القائد والإداري السابق يتحدث عن التتويج الأول والنهائي المرتقب الأحمد:
الهلال بطل القارة
تحمَّل منصور الأحمد، في بداية عقد التسعينيات، عبء قيادة فريق الهلال الأول لكرة القدم، وسط ظروف صعبة تمثلت في اعتزال العديد من الأسماء الكبيرة، على رأسها صالح النعيمة وفهد المصيبيح، واستطاع رفقة مجموعة من الصاعدين، المطعّمين ببعض من ذوي الخبرة، إهداء الأزرق عام 1991 التتويج القاري الأول عبر تاريخه، عندما ظفروا ببطولة الأندية الآسيوية، على حساب الاستقلال الإيراني، في الدوحة.
ويمثل هذا اللقب الآسيوي حبة الكريز في مسيرة الأحمد، المرصّعة بـ 3 بطولات دوري، ومثلها في كأس خادم الحرمين الشريفين، إلى جانب كأس الأندية الخليجية 1986، وغيرها من الإنجازات التي رافقته لاعبًا في الخط الخلفي للهلال خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات، وكذلك عندما أصبح مديرًا للكرة بعد الاعتزال.
01
حملت أول كأس آسيوية في تاريخ الهلال عام 1991، صف لنا الظروف المحيطة بتلك البطولة؟
لا يمكن نسيان تلك البطولة المهمة على مستوى الرياضة السعودية ككل، خاصة أنَّ ظروف الهلال كانت صعبة جدًا قبل بدايتها، بسبب التغييرات الكبيرة في صفوف اللاعبين والأجهزة الفنية آنذاك، فقد سبقها بفترة قصيرة اعتزال صالح النعيمة، القائد، وفهد المصيبيح، وعدد من الأسماء الخبيرة، وعوضًا عنهم اعتمد الفريق على مجموعة من الصاعدين، ولم تكن النتائج في الدوري المحلي جيدة، والجميع كان متخوفًا من خوض المسابقة وسط هذه الظروف، كما أننا شاركنا دون محترفين أجانب، لأن اللوائح وقتها في السعودية لم تكن تسمح بالتعاقد معهم.
وأذكر شيئًا آخر، أن تلك البطولة جاءت بعد مرور 4 أعوام على انسحابنا من نهائي نسخة 1987 أمام يوميوري الياباني، بسبب وجود 10 لاعبين هلاليين مع المنتخب السعودي، لذلك كانت فرصة مهمة للتعويض.
02
وكيف استطعتم التغلب على هذه الظروف؟
النادي كان يرأسه وقتها عبد الرحمن بن سعيد ـ رحمه الله ـ، الذي قرر بالتشاور مع أعضاء الشرف تكوين لجنة ثلاثية تضم الأمراء عبد الله بن سعد وخالد بن محمد ونواف بن محمد، للإشراف على الفريق وتهيئته، ما سهل مهمتنا كثيرًا، فضلًا عن التعاقد مع سيدينهو، المدرب البرازيلي، ولا أنسى دورهم الكبير في الإعداد النفسي الذي جعلنا نغادر إلى الدوحة للعب المباراة النهائية بمعنويات عالية جدًا.
03
بالنظر إلى تلك الظروف، هل كان هدفكم من البداية المنافسة على اللقب أم مجرد التمثيل المشرف؟
لا لم نلعب لمجرد المشاركة فقط، فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي ذكرتها، كنا نتحدث دائمًا في اجتماعاتنا عن رغبتنا في المنافسة بقوة، وتعاهدنا على عدم الخروج من البطولة خالين الوفاض، وأن نبذل كل ما لدينا من عطاء، ونؤدي بروح وإصرار لتشريف الوطن، وتمثيل الهلال بأفضل صورة، وكانت لدينا ثقة عالية بأنفسنا رغم صغر أعمارنا، وترجمنا ذلك على أرض الملعب.
04
هل شعرت كقائد للفريق بثقل الحمل بعد اعتزال النعيمة ومواجهة تلك الظروف الصعبة التي صاحبت الإعداد للبطولة؟
الحمل كان كبيرًا بالفعل على جميع اللاعبين، خاصة أنا، لأنني منذ ارتديت شعار الهلال سعيت أن يكون دائمًا في الطليعة وعلى المنصات، فما بالك حينما تشرفت بتقلد شارة القيادة، فقد زاد الحمل أكثر، لكن بفضل الله، وتعاون وجهد الجميع استطعنا التغلب على كل الظروف.
05
ما أصعب مباراة خضتموها في تلك البطولة؟
مباراتان، وليست واحدة، الأولى أمام الشباب الإماراتي في الدور نصف النهائي، والثانية ضد الاستقلال الإيراني في النهائي، فهذان الفريقان كانا يضمّان عددًا كبيرًا من اللاعبين الدوليين ضمن صفوفهما.
وما صعّب كثيرًا مواجهة الشباب أننا أضعنا ركلة جزاء في البداية، لكننا تجاوزنا إحباطنا ونجحنا في تسجيل هدف الفوز، ومن ثمّ تأهلنا لمواجهة الاستقلال الذي سبق لنا التغلب عليه في دور المجموعات، ما منحنا ثقة في تكراره، برغم امتلاك المنافس وقتها العمود الفقري للمنتخب الإيراني.
06
هل واجتهم صعوبات قبل المباراة النهائية؟
الميزة أننا ذهبنا إلى الدوحة دون ضغوط، لأن وصولنا حينذاك للنهائي كان إنجازًا لم يتوقعه أحد، لكننا تعرضنا لظرف صعب خلال المباراة عندما أصيب حسن نمشان، المدافع، عقب استنزاف التغييرات، ما أجبرنا على إكمال المدة المتبقية بصفوف منقوصة، لكننا كما شرحت كنّا نتحلى بثقة عالية، والدليل تسابقنا على طلب تسديد ركلات الترجيح من المدرب، بعد انتهاء زمن المباراة بالتعادل 1ـ1.
07
ماذا يعني لك تسميتك أول قائد يحمل بطولة آسيوية في تاريخ الهلال؟
شرف كبير، ووسام على صدري، وسأظل أفتخر به دائمًا.
08
كيف كانت ردود الفعل بعد تحقيق البطولة الآسيوية الأولى في تاريخ الأندية السعودية؟
الفرحة كانت عارمة، وما زلت أتذكر مشهد الجماهير السعودية ولا سيما الهلالية التي حضرت بأعداد كبيرة لمؤازتنا في الدوحة، واحتفالها معنا عقب التتويج، فضلًا عن تكريم القيادة لنا، عندما استقبلنا الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ الذي كان وليًا للعهد آنذاك، والراحل الأمير فيصل بن فهد، الذي لا أنسى دوره في تلك الفترة، فقد كان يتواصل مع الجميع، ويتحدث معنا عقب كل مباراة لتحفيزنا وتشجيعنا.
09
من وجهة نظرك، ماذا اختلف بين البطولات الآسيوية سابقًا وحاليًا؟
النظام السابق بدمج أندية الغرب والشرق كان أفضل بالنسبة لي، لأنه يرفع حدة المنافسة، ويضمن الاحتكاك بمختلف الفرق، حتى لو كانت المسافات بعيدة جدًا، فالاحتكاك مهم لأنها تسمّى بطولة آسيا، وليست غربها أو شرقها، كما أن ذلك النظام يكشف بوضوح مستوى كل فريق، والأجدر بالمنافسة، في المقابل لا شك أن قرار مشاركة 4 محترفين أجانب زاد قوة البطولة.
10
بالانتقال إلى الموسم الجاري، ما انطباعك عن الهلال بعد انتصاره على أوراوا الياباني بهدف واحد ذهابًا، وهل تعتقد أن تلك النتيجة كافية قبل الإياب؟
في حسابات الذهاب والإياب، النتيجة مطمئنة بالتأكيد، خصوصًا أن الهلال احتفظ بشباكه نظيفة على ملعبه، وبالنسبة للفريق، ففي رأيي، أدى مباراة مميزة جدًا، وسيطر على مجرياتها كاملة، وكان بإمكانه إضافة أكثر من هدف لتحقيق نتيجة عريضة، لكن التوفيق لم يحالف اللاعبين في ترجمة الفرص إلى أهداف.
11
هل تعتقد أن انتصار الذهاب سيحمي اللاعبين من الضغط النفسي المعتاد في المواجهات الختامية؟
بشكل عام ينبغي ألا يتأثر الجمهور بخسارة الفريق لأي بطولة، فالهلال يحمل 6 ألقاب آسيوية، وهو ما لم يحققه أي فريق غيره، وحتى لو ضاعت منه هذه البطولة فعلى جماهيره أن تفخر بهذا النادي، فهو الزعيم الحقيقي، شاء من شاء وأبى من أبى، وقد جمع كل البطولات محلية وعربية وآسيوية، حتى مونديال الأندية تأهل له قبل إلغائه، لذا يتوجب على الفريق اللعب في اليابان دون ضغوط، فناديهم بطل القارة، والأكثر تتويجًا محليًا وخارجيًا، ونحن أيضًا علينا أن نثق بهم وألا نتأثر كثيرًا بفقدان أي بطولة، لأن الهلال يسقط اليوم، وينهض غدًا.
12
هل تعتقد أن الهلال أقرب من أي وقت مضى لتحقيق اللقب؟
بإذن الله، الأهم بالنسبة لي أن يبذل كل لاعب ما بوسعه، والتوفيق بيد الله، وفي كرة القدم ليس شرطًا أن ينتصر الأفضل، فقط قدِّم ما عليك في الملعب، وشخصيًا أثق في لاعبي الجيل الحالي الذين أصبح لديهم تمرس وخبرة، فهم يمثلون القوام الرئيس للمنتخب السعودي، وشاركوا في مناسبات كبرى مثل كأس العالم، فلم لا نثق بهم؟