محفوف بالأمل
يا الأخضر
منتخبنا الوطني بعيدًا عن النتائج بدأ يقدم مستويات مرموقة، تستطيع أن ترى فيها لمسة المدرب الفرنسي رينارد، فالأداء بتجرد في التصفيات الآسيوية أمام اليمن وفلسطين وسنغافورة وحتى أمام أوزباكستان رغم الفوز لم يكن مقنعًا.
ولن أتحدث عن الكويت في بطولة الخليج لأن المنتخب السعودي لعب من دون أدواته الأساسية، ولكن اعتبارًا من مباراة البحرين ظهر الأخضر بمستوى فني رفيع وكلله بنتيجة إيجابية قوامها هدفان نظيفان، وجملة من الفرص الضائعة وتصاعد المستوى في لقاء عمان الذي شهد بعض التعديلات البسيطة على قائمة الأخضر التي عضدت صفوفه، حيث أشرك مدربنا هتان في الجهة اليمنى بديلاً للشهري فكان إضافة نوعية واستطاع أن يسجل هدفين، أيضًا أشرك المالكي بديلاً لكنو فكان خير بديل، ثم اختار فراس بديلاً للحمدان في المقدمة فسجل حضورًا مميزًا كلله بهدف جميل، إذًا إجمالاً كانت قراءة رينارد جيدة بموجبها أجرى تغييرات مؤثرة وإيجابية آلت إلى فوز عريض على حامل اللقب تأهلنا به إلى نصف النهائي.
ولعل المحك الحقيقي لمدرب منتخبنا الوطني رينارد اليوم أمام منتخب قطر الذي يضم مجموعة متجانسة من اللاعبين وهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم، ورغم ذلك تظل ثقتنا كبيرة في صقورنا الخضر في أن يخطفوا بطاقة التأهل إلى النهائي، مع التسليم بأن المباراة بكل تأكيد لن تكون سهلة ولكن نجومنا عادة ما يعشقون التحدي ويحبون التأهل عبر الصعاب، وتلك لا شك من شيم الكبار.
وفي النهاية فنحن نتحدث عن كرة قدم وارد فيها الفوز والخسارة ومنتخبنا في مرحلة بناء، ولكن بصراحة سعدنا بالتطور الكبير الذي طرأ على أداء المنتخب في المباراتين الأخيرتين أمام البحرين وأمام عمان، ولا أتحدث عن النتائح وإنما عن المستوى الفني وظهور لمسة المدرب، ما يبعث فينا الأمل بأن الأخضر قادر على ملامسة التطلعات مستقبلاً، وأن العمل الفني يسير في الاتجاه الصحيح، وإن كانت لدينا مشكلة في خط المقدمة بعدم وجود مهاجم فعال يترجم الفرص السهلة التي تتاح لنا وفي خط الدفاع بعدم وجود مدافع يمثل سدًّا منيعًا أمام المرمى - مع تقديري لاجتهادات الحاليين - وأتصور أن الحل يمكن أن يكون عبر التجنيس بعدما فشل المواليد في معالجة المشكلة التي امتدت لسنوات طويلة، ولا ضير في ذلك، فمنتخبات العالم كله تنتهج هذا النهج في حدود المعقول وليس تجنيس منتخب بالكامل كما يفعل بعضهم.