الصمت
المنتهي بالإحراج
بدأ سباق الأندية في العودة للملاعب بعد توافد لاعبيها وأجهزتها التدريبية وإنهاء الإجراءات الطبية تأهبًا للانخراط في التدريبات في موسم استكمالي عصيب وقرار غريب في كافة مستوياته، مما يسبب أزمة تدريبية ولياقية ومناخية وحتى صحية.
جدار الصمت الذي يحيط بالأندية في عدم إعلانها عن نتائج فحوصاتها عن الإصابة بفيروس كورونا غير مبرر إطلاقًا فهناك جهات خدمية قريبة من الحدث ومواجهة الفيروس أعلنت بشفافية عدد الإصابات، ولعل أقرب مثال وزارة الصحة التي يعمل كوادرها في الصفوف الأولى ومع ذلك تعلن عن الإصابات والوفيات لمن يعمل لديها.
من التصريحات التي وقفت أمامها مشدوهًا تلك التي أطلقها رئيس اللجنة الطبية باتحاد الكرة والمسؤول عن البروتكول الصحي د. صالح الحارثي قوله إن هناك مسحة سيتم أخذها من كل فريق قبل كل مباراة بثمان وأربعين ساعة، وأن أي لاعب تظهر نتيجته إيجابية سيتم استبعاده من المباراة وهنا نسأل ما ذنب تلك الفرق التي تفتقد لاعبها وكيف لو كان العدد أكثر من لاعب، وماذا عن المخالطين ومشاركتهم في المباراة وتأثير ذلك على الفريقين والأجهزة الإدارية والفنية داخل الملعب عند معرفتهم باستبعاد أحد زملائهم وهو مصاب، وتأثير ذلك على حالتهم النفسية وهو معهم في المعسكر والتدريبات؟
أسئلة كثيرة تقفز للأذهان مع الأخبار المتواترة بين يوم وآخر عن إصابات واكتشاف حالات جديدة تظهر بين لاعبي الأندية في وسائل التواصل الاجتماعي دون تعليق من الأندية أو اتحاد الكرة عن صحة تلك الأخبار من عدمها وإن كانت تميل للصحة في ظل بدء التدريبات لتلك الفرق وغياب هؤلاء اللاعبين عنها لقرابة أسبوعين، ولا يمكن في ذلك الوضع أن ينفي هذا النادي أو ذاك مبررات غياب لاعبه أو لاعبيه عن التمارين دون مسببات واضحة أمام جماهيرهم.
الأيام المقبلة ستكشف حضور اللاعبين في التدريبات وانتظامهم وغياب البعض، وعندها لن يكون بمقدور الأندية وخاصة الجماهيرية والتي تحظى بمتابعة إعلامية أن تلتزم الصمت حيال غياب لاعبيهم.
أخيرًا.. للتذكير في عام 2009 أصدر اتحاد الكرة بتأجيل مباراة للنصر والحزم بعد اكتشاف إصابة بإنفلونزا الخنازير لأحد لاعبي الحزم ولقي القرار صدى إيجابيًا من الرياضيين وهي حالة أقل فتكًا وضراوة من الإصابة بفيروس كورونا الذي حصد نصف مليون وفاة، وإصابة قرابة عشرة ملايين في العالم حتى الآن.