لحظة فارقة التّجليّات!
- بالنسبة لي كمتلقٍّ للفن والأدب، يظل أمر المعرفة أمرًا ثانويًّا، وربما أقل!. الأكيد أنه ليس أساسيًّا أبدًا!.
- أنا أحب الفن والأدب، وأتلقّاهما بشغف، لسبب آخر، يتعلّق بالإحساس لا بالمعرفة!.
- من خلال الأعمال الفنية والأدبيّة أريد أن أشعر وأن أحس بالأشياء والحياة، أريد تجريب أكبر قدر ممكن من الأحاسيس والمشاعر!.
-لا أقول إن المعرفة ليست ضروريّة، لكني أرى أن مجالات كثيرة أخرى، مدارس ومعاهد وجامعات وكُتُبًا وبرامج ولوحات إرشاد وغيرها كثير، يمكن لها تقديم المعرفة، ويمكن للإنسان أن ينهل منها قدر ما يريد،..
- لكني حين أتعامل مع عمل فني أو أدبي، فإن كل ما أريده، وأطلبه، وأتمناه منه، هو أن يكشف لي عن لحظة إحساس جديدة لم يسبق لها أن مرّتْ عليّ قبل تأمّل هذا العمل ومعايشته!.
- أمام، ومع، العمل الفنّي الجيّد، أعيش وأحيا لحظات فارقة عجيبة. مثار العجب هنا أنه ومن خلال تأمّلي في هذا العمل يحدث أمر ونقيضه في نفس الوقت: الاعتناء واللامبالاة!.
- أعتني بنمنمات العمل الفنّي، بتفاصيله، بنضرته، ببهائه، بملاحَتِه، لا أعود مُكترثًا بما سواه!. أشعر بمتعة اللامبالاة!. لا أهتم بالوقت ولا الحركة خارج إيقاعه!. ما إن ينجح في جذبي إليه، حتى أتحرر من كل قيد!. كلّما كبّلني بجمالياته شعرت بالانطلاق أكثر!.
- يمكن لأي عمل فنّي جيّد، بتوفّر شرط أن أكون قادرًا على فهم لغته والإحساس به بما يسمح بأكثر من إعاده لفكّه وتركيبه، من داخله وفي داخلي!، أنْ يُسكنني هذه اللحظة فارقة التّجليّات، حيث الاهتمام الخالص بكل ما هو داخليّ، واللامبالاة الخالصة بكل ما هو خارجي!.
- العمل الفنّي لا يجعل من هذه اللامبالاة عبيطة، أو سلبيّة، ولا يحيد بها عن الخير!.
- فما إن تنقضي لحظات التّأمّل الجمالي، ويعود الإنسان بعدها إلى حياته وواقعه، حتى يكتشف أن شيئًا من المتعة التأمليّة، بقي معه، وصار جزءًا من تكوينه وكينونته!. وأنّ هذا الذي بقي معه، قادر على مساعدته لا في فهم الحياة والواقع فحسب، بل في تجميلهما أيضًا، وفي منحهما دفقًا من المعاني الأكرم، والمشاعر الأكثر خصوبة!.