«باقي
مباراتان»
بعد “ديربي العيد” وفوز “الهلال” المستحق بالرباعية، احتفل كثير من الهلاليين باللقب قبل حسمه بالنقاط، فكتبت قبل جولتين مقال “21 نقطة” وبعد فوز المتنافسين كان مقالي “18 نقطة” الذي تلاه أيضاً فوز المتنافسين، كنت أخطط حينها لكتابة مقال “15 نقطة”، لكنني لم أرغب في تكرار نفسي مع تكاثر الأصوات التي تؤكد أن “الزعيم” يقترب أكثر وأكثر مع حاجته لفوزين فقط من خمس مباريات متبقية، حتى أصبح شعار أصدقائي الهلاليين “باقي مباراتان”.
حسابياً يكفي “الهلال” الحصول على 6 نقاط من 15 وهو أمر يراه الغالبية سهلاً ويراه القلة بالغ الصعوبة، فكرة القدم لا تحترم من يبالغ بالثقة وتحتاج الوقت الأصعب لتقديم الدروس القاسية لكل من لا يلتزم بالانضباطية والاحتراف واحترام المنافسين، ولذلك فالفوز بالألقاب يتطلب لعب كل مباراة على حدة كأنها نهائي كأس، وهنا يأتي عمل الإدارة والمدرب لتحضير النجوم لمباراة الغد بتركيز كامل يتناسون معه فكرة التخدير التي تقول “باقي مباراتان”.
من يعرف كرة القدم يعلم أن أهم عوامل الفوز هو “الحافز”، ولا شك أن جميع نجوم الأندية لديهم حوافزهم المختلفة التي تجعلهم يبذلون جهدهم في كل مباراة، لكن نسبة الجهد يحددها “الحافز” الذي يصنع الفارق بين نجم يحرث أرض الملعب وآخر يلعب وكأنه في تدريب، وقد عجز خبراء كرة القدم عن إيجاد حلول لتباين أداء النجوم من مباراة لأخرى مع قناعة الغالبية أن الأسباب نفسية وليست فنية، وأكاد أجزم أن الأمتار الأخيرة في السباق تحتاج التركيز على النواحي النفسية لضمان بقاء الحافز وبذل كامل الجهد واحترام المنافس، يتحقق ذلك بعزل النجوم عن عوامل التخدير وأحاديث الجماهير للتأكيد على تناسي مقولة “باقي مباراتان”.
تغريدة tweet:
أثبتت مباراة العدالة أهمية قائدي الأوركسترا “الفرج وعطيف”، فأحدهما يكفي لضبط إيقاع الفريق والتحكم في رتم المباراة، ووجودهما معاً يضمن السيطرة على الملعب من المرمى إلى المرمى، لكن غيابهما معاً يجعل الأداء غير منضبط والمجموعة غير منسجمة فتزداد صعوبة المباراة مهما كانت نوعية المنافس، ولذلك على الجهاز الطبي أن يبذل أكثر من قصارى جهده لتجهيز النجمين المبدعين أو أحدهما قبل أن يبدأ نزف النقاط وتحتدم المنافسة على اللقب، فالجولة القادمة هي الأصعب والأكثر أهمية على الإطلاق، وعلى منصات التنافس نلتقي.