مهد
التحكيم
ثلاث جولات من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين أدارها بالكامل حكام سعوديون بنجاح يصل نسبة 95 في المئة بمساعدة تقنية VAR، ولكن مباراة واحدة وخطأ واحد كان كفيلاً بإقامة الدنيا وعدم إقعادها لدرجة المطالبة بعودة الحكم الأجنبي لجميع المباريات، وكأن الحكم الأجنبي لا يرتكب أخطاء تفوق في فداحتها تلك التي يقع فيها الحكم السعودي، ولذلك علينا التفكير بطريقة مختلفة لإعادة الثقة بالحكم المحلي ولعل البداية تكون من “مهد التحكيم”.
أقصد بذلك أن تكون صناعة حكام المستقبل من أولويات “أكاديمية مهد” التي احتفينا بتدشينها قبل عدة أشهر، وهي معنية بصقل مواهب الصغار في مختلف الألعاب وخصوصاً كرة القدم، ولعل من المناسب أن تشتمل خطتها الاستراتيجية على صقل مواهب الحكام منذ سن مبكرة، ليصبح لدينا نخبة من محترفي التحكيم تبدأ مسيرتهم الاحترافية في أوائل العشرينيات ليخدموا كرة القدم السعودية لفترة طويلة، ويمكن تأسيسهم بشكل مثالي من خلال “مهد التحكيم”.
إنني على يقين أن الاهتمام بالحكم السعودي هو من أول أولويات القيادة الرياضية، والطريق طويل وشاق للتخلص من الاستعانة بالحكم الأجنبي الذي يرى فيه كثير من رؤساء الأندية والإعلاميين والجماهير حلاً مثالياً لمشكلة التحكيم، لكنه حل غير منطقي لأن الدول المتقدمة رياضياً لا تقبل بحرمان حكامها المحليين من إدارة مبارياتها المحلية، والسعودية العظمى من الدول المتطورة رياضياً، ومن المنطق أن يكون الحكم السعودي حاضراً في الملاعب يدير المباريات المهمة محلياً وقارياً وعالمياً، ولن يتحقق له التمثيل الدولي وهو محروم من التحكيم المحلي، ولذلك يفرض علينا المنطق منح الثقة مجدداً للحكم السعودي عبر بوابة “مهد التحكيم”.
تغريدة tweet:
“ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك”، أتذكر هذا المثل كلما شاهدت الاعتماد على الكوادر الأجنبية في مختلف المجالات، وفي مجال الرياضة وخصوصاً كرة القدم يمثل التحكيم أحد أهم ركائز اللعبة الجميلة، وقد خسر الحكم السعودي سباق الثقة لصالح الحكم الأجنبي، وقد آن الأوان لتصحيح المعادلة باستعادة الحكم المحلي لحقوقه في تحكيم المباريات المحلية التي تؤهله لتحكيم المباريات القارية والدولية، ولذلك علينا أن نتعاون جميعاً لمساعدته وغرس الثقة التي يستحقها في المدى القصير، أما المدى البعيد فسيكون مسؤولية “أكاديمية مهد” بإذن الله، وعلى منصات استعادة الثقة نلتقي.