2021-01-11 | 02:02 مقالات

الانضباط الأخلاقي «تنشئة والتزام»!

مشاركة الخبر      

الرياضة ترويض للنفس قبل أن تكون حصد ألقاب وبطولات وفرد عضلات، فما فائدة أن يكون الرياضي “بطلًا” دون أخلاق؟! ضبط النفس يحتاج إلى قوة وتمرين واعتياد، لكنه أساسًا تنشئة/ تربية مبكرة في المنزل والمدرسة والمسجد والجامعة... والنادي!
وكما أن الانضباط التكتيكي/ الفني مسؤولية المدرب، الانضباط الأخلاقي/ السلوكي مسؤولية الإدارة، ويجب أن تفرضه/ تُحاسب عليه بدلًا من التبرير كيلا نعزز الروح السلبية في المجتمع، فكرة القدم وُجِدَت للحب والسلام لا الكراهية والعداوة، ورد العنف بالعنف!
نحن لا نعيش في مجتمع أفلاطوني/ مثالي فاضل، وعلى اللاعب أن يدرك أن المدرَّج يحتوي على المُحب والكاره والحاقد والحاسد والمريض “المتأزم”...! الشخص الذي لديه “اتزان انفعالي” يستطيع مجابهة كل ذلك بالانضباط، وحُسن التصرف، فليس دائمًا يصح أن يكون “لكل فعل ردة فعل”! فهناك ردَّات فعل تخلِّف الندم والحسرة!
كرة القدم بشعبيتها الطاغية “معشوقة” الجماهير، والناس تقلِّد ما ترى، وتتفاعل وتتناقل وتتأثر. اللاعب قدوة، فليكن قدوة حسنة لا العكس! وليكن رسولنا الكريم قدوتنا، وهو الذي اختصَّه الله بقوله: “وإنك لعلى خلق عظيم”. فالأخلاق تبقى حتى بعد رحيل الأجساد عن المكان والزمان، فكم من لاعب غادر ولا يزال ذكره الطيب حيًّا، وألسنة الناس تلهج بالدعاء له.
ردة فعل اللاعب “محمد العويس” في مباراة الأهلي والقادسية، وإن اختُلف في تفسيرها كعادة ردات الأفعال الجدلية التي يُخلِّفها العويس دائمًا، لكنها تنمُّ عن سوء تصرف وخروج عن النص، ومهما كانت، تبقى غير مقبولة ولا مبررة من لاعب محترف، ينتمي إلى دوري محترفين لا دوري “حواري” وحارة فتوَّات “كل مين إيدو إلو”. نحن لا نتحكَّم بتصرفات الآخرين، لكننا نملك “كونترول” على أفعالنا. عقوبة الانضباط وحدها لا تكفي، ويجب أن تُدعم/ تُقرن بعقوبة تأديبية بالحسم والردع من إدارة ناديه، فما ذنب الأهلي، الذي يعاني من ظروف مختلفة، أن يحرم من خدمات لاعب أساسي، انساق وراء انفعالاته؟!
مع الأسف، بعض الإدارات المحترفة تسير على مبدأ “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”، وهي لا تعلم كيفية نصره على نفسه بكفه عن ارتكاب الأخطاء والحماقات التي يظلم بها نفسه وناديه، وهذا يعزز السلوك السلبي لديه ويكرِّره. الأخلاق سلوك/ انضباط، وأخلاقياتك الباطنة تترجمها أفعالك الظاهرة، ومهما امتلك النجم من موهبة وإمكانات، دون أخلاق تبقى بلا قيمة.
لننظر للمصري محمد صلاح، بأخلاقياته وانضباطه غيَّر نظرة الإنجليز وفكرهم للعرب والمسلمين لدرجة أن من الجمهور الإنجليزي مَن يرغب في اعتناق الإسلام، لأنه رأى بشخص صلاح وتصرفاته قدوة حسنة.